24 ساعة
مواقيت الصلاة وأحوال الطقس
22 | الفجر | الشروق | الظهر | العصر | المغرب | العشاء |
---|---|---|---|---|---|---|
الرباط وسلا | 05:13 | 06:46 | 13:31 | 17:07 | 20:08 | 21:28 |
النشرة البريدية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
المرجو التحقق من صحة البريد الالكتروني
إشترك الآن xاستطلاع هسبريس
- غلاب يتراجع عن الترشح لرئاسة "برلمان الاستقلال"
- بوعرفة وبرلمان البام
- "عين بورجة": بوعشرين يستفيد من جميع الحقوق
- تركيا تسعى إلى دخل قومي بتريليونَي دولار
- صلاح يعادل رقما قياسيا في الدوري الإنجليزي
الجنسية المغربية تحتل الرتبة الثامنة بين أفضل "الجنسيات العربية" (5.00)
مزوار يحدد حاجيات المقاولات المغربية في المبادرة الحرة وإعادة الثقة (5.00)
المغرب يطمح إلى تسويق 200 منتج محلي في الأسواق العالمية (5.00)
- شرط "الفيفا" لتنظيم "مونديال 2026" يخرج مثليين إلى العلن - (143)
- "حمى الجنس" تصيب مجموعات نسائية مغربية على "فيسبوك" - (128)
- المغرب يرفض تدخل وزير خارجية هولندا في قضية "حراك الريف" - (92)
- رصيف الصحافة: تمور إسرائيل تتسلل إلى موائد المغاربة في رمضان - (86)
- طفل مصاب بشلل دماغي يحصل على موعد طبي بعد عام ونصف - (62)
قيم هذا المقال
كُتّاب وآراء
إشكالية صلب المسيح بالقرآن

يقول القرآن "فما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم"، ولما كانت حادثة الصلب واقعة تاريخية فقد تفنن بعض الفقهاء في التفسير والتأويل، وقالوا: "أن الذي صلب هو أحد اللصين اللذين رافقاه إلى الجلجثة (الجمجمة، مكان صلبه بأورشليم)، إذ ألقي عليه الشبه بالمسيح، واشتبه ذلك على اليهود فصلبوه ضانين أنهم يصلبون المسيح، بينما أصبح المسيح في الأعالي حيث رفعه الله إليه"، مع أن هذه الآية بسورة آل عمران صريحة، إذ تتكلم على لسان المسيح قائلة "إذ قال الله يا عيسى (عيسى اسم إسلامي وليس للمسيحية علاقة به) إني مُتوفيك ورافعك إلي، ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فيما كنتم فيه تختلفون"، إن كلمة "مُتوفيك" تعني حصول الموت، وما دام هذا الموت جسدي قد وقع على المسيح، فماذا يمنع أن يكون التوفي على الصَليب؟ وما دام المُسلمون يقولون إن الأنبياء هم بشر ينالهم من نظام الكون ما ينال أي بشر، ونبي الإسلام هو بالإيمان الإسلامي "نور قبل أدم"، ومع ذلك فقد قال له القرآن "إنك ميت وإنهم لميتون"، ومع أن النظرة لنبي الإسلام محمد عند المسلمين بأنه قمة البشر، فقد وقع عليه الموت، هكذا فإن العقل الواعي المتحرر لا يقرر رفض صلب المسيح، إذ العقل خير شرعة ومنهاج.
إن أشهر من ينسب له القول بوفاة المسيح قبل رفعه في الإسلام، ما أخرجه إسحاق بن بشر وابن عساكر عنه في تفسير قوله: "مُتوفيك ورافعك إلي" (آل عمران 55) ورافعك، ثم مُتوفيك في آخر الزمان (1)، فالمُسلمُون يدعون أن المسيح لم يصلب حسب القرآن، فهل صلب المسيح انطلاقا من الإنجيل؟ هل صلب حقيقة؟
يؤمن المسيحيون بكل طوائفهم، سواء الأرثوذكس أو الكاثوليك أو البروتستانت، أو الأنجليكالن..، بأن المسيح صلب حسب الأناجيل (متى، مرقس، لوقا)، والرسائل الإنجيلية لبولس وبطرس، ويعقوب ويهودا، ويوحنا...وهذا ما يؤكد إيمانهم بأن المسيح صلب وقبر، وقام من الأموات في اليوم الثالث إلى السماوات، حيث هو هناك حسب البشائر واللوترجية الكنسية (تعاليم وطقوس الكنيسة). أما رجل الدين المُسلم، والمُسلم العادي ينظر لصلب المسيح من خلال فهمه لقرآنه، وينطلق في حكمه لمسألة الصلب من القرآن، فيتقيد به وينفي كل رواية من خارجه، مع العلم بأن هناك من علماء التفسير من اعترف بحادثة الصلب، فالمفسر ابن عاشور يعترف بوقوع حادثة الصلب، لكن المصلوب اختلف فيه، إذ لم يكن المسيح نفسه، وإنما ذات يعتقدها المسيحيون حسب تفسيره الكبير "التحرير والتنوير"، هذا ما أدى إلى اعتبار العقائد المسيحية قد خضعت للأسلمة حسب الباحث التونسي نجم الدين النفاتي، فقد حرصت المرجعيات الفقهية في تناولها لإشكالية صلب المسيح، على نفي ألوهية المسيح والتأكيد في الوقت نفسه، على نبوته وما جاء به من معجزات تمّ إرجاعها إلى قدرة الفاعل الأوحد، أي الله، واحتاج فضّ الاشتباك إلى نوع من الحذر نظراً لطبيعة المعجزات التي جاء بها المسيح، فهو يحي الموتى، ويشفي الأكمه والأبرص حسب ما قاله أيضاً خالص جلبي (2)، وكلها من صفات الله، ومن ثم لا بد أن يكون الله فاعلاً محوريا في قصة المسيح، بينما المسيح مجرد وسيط تتمثل فيه قدرة الله، التي تجلت في ثلاثية الصلب والموت والقيامة.
اتفقت المرجعيات الفقهية فيما بينها كما قلنا، وكما أشار إلى ذلك ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير" على حادثة الصلب ومن ثم الموت من الناحية الشكلانية فقط، فقد غيّر تدخل الله حسب الفهم الإسلامي مسار الأحداث إلى منحى مختلف، ليصلب شخص آخر ويموت بدلاً من المسيح الذي رُفع حيًا إلى السماء، واتسق ذلك مع ما تواتر من أخبار تؤكد وقوع حادثة الصلب بشكل بات متمفصلا في الوعي الجمعي الإسلامي، فأصبح نفي وقوع الصلب يحمل تشكيكا ضمنياَ في مسألة ظهور المسيح ونبوته، وهو ما يتسق أيضاً مع فاعلية الله الذي تدخل في اللحظات الأخيرة لإنقاذ نبيه حسب الفهم الإسلامي دائما، وتمظهر ذلك في الطروحات الفقهية التي اتفقت على الخطوط العريضة واختلفت في التفاصيل كما عند الطائفة الأحمدية الإسلامية، وهو ما تجلى بوضوح في سياق تفسير الآية القرآنية (157) من سورة النساء، إذ يقول إله الإسلام "وقوْلهمْ إنَا قَتلنَا المَسيحَ عيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ الله ومَا قتَلوهْ ومَا صَلبُوهْ ولكن شُبّه لَهْمُ"، ويعود الاختلاف في التفاصيل إلى طبيعة تناول القرآن لقصة المسيح، من حيث أسلوب التعميم وعدم الكثرات بسرد التفاصيل، وهي سمة كما يلاحظ الباحث التونسي بسام الجمل، تنسحب على الخطاب القرآني النازع إلى إلغاء المرجعيات التاريخية المسيحية وعدم الاهتمام بتعيين الأسماء وتحديد الأمكنة والأزمنة، وهو ما واجهه المُفسرون بالسعي إلى ضبط الوقائع وتعيين المطلق من الأسماء والتدقيق الزمني للأحداث، أي إعادة تشكيل الظروف التاريخية لأسباب النزول (3)
أسرد هنا ثمانية تفسيرات لحل إشكالية صلب المسيح عند المفسرين المسلمين.
أولاً: نظرة الطائفة الأحمدية الإسلامية لصلب المسيح
يؤمن المُسلمُون الأحمديون بتعليق المسيح على الصليب، لكنهم لا يؤمنون بموته، بل يقولون إنه بعد صلبه انتظر حتى تشفى جروحه، وذهب إلى كشمير بالهند، ومات بـ"سرينجار sirinjar 4" ميتة طبيعية، وتستشهد الطائفة الأحمدية الإسلامية بالإنجيل والرسائل الرسولية لتبرهن على صدقية طرحها بعدم صلب المسيح، وهذه فكرة ذكية لبناء طرحها سواء اتفقنا معها أو لم نتفق، فقد قال ابن القيم في كتابه "زاد المعاد" والذي يعد مرجعاً مهماً لهذه الطائفة الإسلامية: "أما يذكر عن المسيح أنه رفع إلى السماء وله ثلاث وثلاثون سنة، فهذا لا يعرف له أثر متصل يحبب المصير إليه" (5) ففي المجلد الثاني (6)، كتب الإمام ابن القيم "الأنبياء إنما استقرت أرواحهم هناك (في السماء) بعد مفارقة الأبدان"، وجاء في الحديث "أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومئة سنة" (7)، وتوفي ابن مريم في ليلة سبع وعشرين من رمضان، قال الإمام حسن بن علي، في يوم توفي علي بن أبي طالب (8).
ثانياً: نظرة اللجنة الدائمة السعودية للإفتاء لإشكالية صلب المسيح
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة السعودية للإفتاء: "... وما روي عن ابن عباس عن تفسير التوفي هنا بالإماتة فغير صحيح لانقطاع سنده، إذ هو رواية على ابن طلحة، وعلي لم يسمع منه ولم يره، وإنما روي عنه بواسطة، ولم يصح أيضاً ما روي عن وهب بن منبه اليهودي اليماني (9)، في تفسير التوفي بالإماتة لأنه من رواية ابن إسحاق عن وهب، ففيه عنعنة ابن إسحاق وهو مُدلسً، وفيه مجهول، ثم هذا التفسير لا يزيد عن كونه احتمالا في معنى التوفي، فإنه قد فُسّر بأن الله قد قبضه من الأرض بدنا وروحا ورفعه إليه حيًا، وفسر بأنه أنامه ثم رفعه، وبأنه يميته بعد رفعه ونزوله في آخر الزمان، إذ الواو لا تقتضي الترتيب وإنما تقتضي جمع الأمرين له فقط، وإذا اختلفت الأقوال في معنى الأبية وجب المصير إلى القول الذي يوافق ظواهر الأدلة الأخرى جمعا بين الأدلة، ورداً للمتشابه منها إلى المحكم كما هو شأن الراسخين في العلم دون أهل الزيغ الذين يتبعون ما تشابه من التنزيل ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله" (10).
ثالثاً: تناقضات الطبراني حول إشكالية صلب المسيح.
يقدم الطبراني (ت 360 هـ) في هذا السياق تفسيريْن متناقضيْن وقلقيْن بعض الشيء، يقول في الأول عن تعليق ابن عباس في قوْل القرآن :"وَقوْلهمْ إنَا قَتلنَا اُلمَسيحَ عيسَى ابْنَ مريمَ رَسولَ الله"، يقول: قال ابنْ عباس "وذلكَ أنَهُ لما مُسخَ الرهْطُ اُلذيْنَ سَبوا عيْسَى وأمهُ، فمَسَخَ الله مَنْ سَبهمَا قرَدَة وخَنَازَيْر، فزعَت اليَهُود وخَافَتْ دعْوَتَهْ، فاجْتْمَعُوا عَلى قتله، فتارُوا إليْه ليقَتلُوهُ فْهَربَ منْهُمْ ودخَلَ بَيًتَا في سَقفه روزْنَة، أيْ كوه، فرَفعَهُ جبْريْلُ عليه السلام إلى السمَاء، وأَمَرَ يَهُوديا مَلكُ اليَهُود رَجْلا يُقالُ لهُ طيْطانُوسُ أنْ يَدخُلَ البَيْتَ فَيقَتُلهُ، فْدخَلْ فَلمْ يَجدهُ، فأَلقَى الله عَليْه شبهَ عيْسَى عليه السلام، فلما خَرَجَ إلى أصْحَابه قَتلُوهُ وهُمْ يظنونَ أنَهُ عيْسَى، ثُمّ صَلبُوهُ، فقالَ بَعْضُهُمْ: قَتلنَاهُ، وقالَ بَعْضُهُمْ: إن وَجْهَهُ وَجْهُ عيْسَى وجَسَدَهُ جَسَد صَاحبنَا، فإنْ كَانَ هَذا عيْسَى فأيْنَ صَاحبْنَا؟ وإنْ كَانَ هَذا صَاحبُناَ فأيْنَ عْيسَى؟ فاشَتَبَهَ عَليْهمْ واخَتَلفُوا فيْه،ُ ثم بُعثَ عَليُهمْ طاطُوسُ بْنُ أسْتبَيانُيوسُ الرومي فَقتَلَ منْهُمُ مَقَتلةَ عَظَيْمة".
وفي قول القرآن "ومَا قَتلُوهُ ومَا صَلبُوهُ ولكن شبهَ لهُمْ"، أي ومَا قتَلُوا المسيح ومَا صَلبُوهُ ولكن ألقى الله على طيْطانُوسُ شبَهَ المسيح فقتلُوهُ، ورَفُعَ المسيح إلى السماء، ووفقَا لذلك فقد ألقى الله شبه المسيح على وجه طيطانوس الذي كان يطارده فقتل بدلا عن المسيح الذي رفع حياً إلى السماء.
وفي الثانية يقول: قال الحسنُ "إن عيْسَى عليه السلام قالَ للحَواريُيْنَ: أيُكمْ يَرْضَى أنْ يُلقى عَليْه شَبَهي فيُقَتلَ فيدَخْلَ الجَنة، فقامَ رَجُل منَ الحْوَاريُيْنَ فقال: أَنَا ياَ رَسولَ الله، فألقى الله عَليْه شبَهَ عيْسَى، فَقُتلَ وصْلبَ، ورَفعَ الله عيْسَى إلى السّماَء" (11)، ويأتي الاختلاف بين الروايتين فيما يخص شخصية المصلوب، نتيجة عدم التفات الخطاب القرآني إلى التفاصيل، كما أسلفنا، وتبدو المفارقة في سقوط اسم التلميذ المخلص، في حين ورد اسم المجرم "طيطانوس".
رابعاً: شخصية المصلوب في تفسير البغوي
البغوي يساير الطبراني في طرحه، إلا أنه يقول أنه من وشى بالمسيح هو الذي أخذ شبهه، فأنتقم منه، يعطي البغوي (ت 416 هـ) تفسيراً مقتضباً لا يخرج فيه عن دائرة إلقاء شبه اُلمَسيحَ عن غيره فيقول "وَقوْلهمْ إناَ قتَلنَا المَسيحَ عْيسَى ابْنَ مَريَم رَسُولَ الله، ومَا قتَلُوهُ ومَا صَلُبوهُ ولكن شُبهَ لهُمْ"، وذلك أنَ الله ألقى شبَهَ المسيح على الذي دلَ اليهود عليه، وقيل: إنهم حبسوا المسيح في بيت وجعلوا عليه رقيباً فألقى الله شبه المسيح على الرقيب فقتلوه (12)، وتبدو نزعة الانتقام من الواشي غالبة على المفسرين، ويتضح الميل إلى الردَ الكامل لاعتبار المسيح، وتحقق المعجزة هنا دورين مهمين، الأول هو إنقاذ المسيح، والثاني هو الانتقام من الواشي أيا كان شخصه.
خامساً: تأويلات الماوردي المتناقضة حول المصلوب
يقدم الماوردي ثلاثة تأويلات دفعة واحدة إذ يقول "وَ مَا قتَلُوهُ ومَا صَلبُوهُ ولكن شُبهَ لهُمْ" فيه ثلاثة تأويلات: أحدها أنهم كانوا يعرفونه فألقى شبهه على غيره، فظنوه المسيح فقتلوه، وهذا قول الحسن وقتادة ومجاهد ووهب والسدي، والثاني: أنهم ما كانوا يعرفونه بعينه، وإن كان مشهوراً فيهم بالذكر، فارتشى منهم يهودي ثلاثين درهماً، ودلهم على غيره مُوهماً لهم أنه المسيح، فشَبُهَ عليهم، والثالث: أنهم كانوا يعرفونه، فخاف رؤسائهم فتنة عوامهم، إذ الله منعهم عنه، فعمدوا إلى غيره، فقتلوه وصلبوه، ومَوهُوا على العامة أنه المسيح، ليزول افتتانهم به (13).
وهذه التأويلات الثلاثة تجعل المسألة أكثر غموضاً وتناقضاً، ففي التأويل الأول يكرَر الماوردي مسألة إلقاء الشبه على غير المسيح، وفي التأويل الثاني يطرح إمكانية قتل أخر خطأَ ظناَ منهم أنه المسيح المقصود، وهو أمر مستبعد، فكيف يكون المسيح بكل ما أثاره من صخب وما أتى به من معجزات مشهوراً بالذكر فقط؟ وكيف يجهل مجتمع صغير هيئة الرجل الأكثر شهرة فيه؟ ألم يكن هناك واحد ممن شهدوا المحاكمة ومسيرة المسيح في طريق الآلام ورفعه على الصليب نهاراً كاملاً يعرف أن المصلوب ليس المسيح؟ والأمر نفسه ينطبق على التأويل الثالث الذي يفترض جهل الناس بهيئة المسيح، وإن كان الماوردي هنا يطرح إمكانية عدم إلقاء شبه المسيح على شخص آخر.
سادساً: نظرة ابن كثير لإشكالية الصلب والمصلوب.
أما ابن كثير (ت 774 هـ) فيعود مجدداً إلى كون المصلوب ألقي عليه شبه المسيح، وأنه من تلاميذه الذين قرروا فداء معلمهم، فيقول "فلما أحس بهم، أي المسيح، وأنه لا محالة من دخولهم عليه أو خروجه إليهم، قال لأصحابه : أيكم يلقى عليه شبهي، وهو رفيقي في الجنة، فانتدب لذلك شابْاَ منهم، فكأنه استصغره عن ذلك، فأعادها ثانية وثالثة، وكل ذلك لا ينتدب إلا ذلك الشاب، فقال: "أنت هو"، وألقى الله عليه شبه عيسى حتى كأنه هو، وفتحت روزنة من سقف البيت (14)، وأخذت عيسى عليه السلام سنَة من النوم، فرفع إلى السماء وهو كذلك، كما قال الله تعالى :"إذ قالَ الله يا عيسَى إنَي مُتَوفًيكَ ورَافعُكَ إليّ ومُطهَركَ" (سورة آل عمران 55) فلما رفع خرج أولئك النفر، فلما رأى أولئك ذلك الشاب ظنوا أنه عيسى، فأخذوه في الليل وصلبوه، ووضعوا الشوك على رأسه، وأظهر اليهود أنهم سعوا في صلبه، وتبجَحوا بذلك، وسلم لهم طوائف من النصارى * ذلك، لجهلهم وقلة عقلهم، ما عدا من كان في البيت مع المسيح، فإنهم شاهدوا رفعه وأما الباقون فإنهم ظنوا كما ظن اليهود، أن المَصلوب هو المسيح بن مريم، حتى ذكروا أن مريم جلست تحت ذلك المَصلوب وبَكتَ، ويَقال: إنه خاطبها (15).
نلاحظ التأويل هنا، أنه يتجاهل بديهيات إنسانية مفرغ منها، فكيف تعجز أمَ مثل مريم العذراء عن التعرَف على هيئة وجسد ابنها الأوحد، ويبدو التجاهل محاولة لتجاوز التفصيلات والانطلاق نحو النتائج المرجوة حسب المؤولين والمُفسرين المُسلمين.
سابعاً: نظرة الفيروز أبادي لإشكالية الصلب المسيحي
يؤكد الفيروز أبادي (ت 817 هـ) رواية الطبراني بأن الله ألقى بشبه المسيح على وجه "طيطانوس" الذي كان يطارده إذ يقول: "وبقولهم "إنَا قَتلنَا اُلمَسيحَ عيسَى ابْنَ مَرْيمَ رَسولَ الله" أهلك الله صاحبهم طيطانوس، "وَ مَا قَتَلُوهَ ومَا صَلبُوهُ ولكن شُبُهَ لهُمْ" ألقي شبه عيسى على طيطانوس فقتلوه بدل عيسى، "وَإنّ الذينَ اخَتَلفْوا فيه" في قتله، "لفي شَكّ مَنهُ" من قتله، "مَا لهْمُ به" بقتله "منَ علم إلاَ إُتَبَاع اُلظن" الظَن، "وَ مَا قتَلُوهُ يَقينَا"، أي يقينَا ما قتلوه، "بَل رفعَهُ الله إليْه" إلى السماء.
ثامناً: السيوطي على الرأي الأول للطبراني بالنسبة إلى شخص المَصلوب
السيوطي على عكس الفيروز أبادي يعتمد الرواية الثانية للطبراني فيقول: "أخرج عبد بن حميد والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال: لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج إلى أصحابه وفي البيت اثنا عشر رجلاً من الحواريين، فخرج عليهم من غير البيت ورأسه يقطر ماءً، فقال: "إن منكم من يكفر بي اثنتي عشر مرة بعد أن أمن بي"، ثم قال "أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي"، فقام شاب من أحدثهم سنَا، فقال له: "اجلس"، ثم أعاد عليهم فقام الشاب، فقال: "اجلس"، ثم أعاد عليهم فقام الشاب، فقال: أنا، فقال: "أنت ذاك"، فألقى عليه شبه عيسى، ورفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء، قال: وجاء الطلب من اليهود، فأخذوا الشبيه فقتلوه ثم صلبوه (16).
المراجع والهوامش:
الدر المنثور" (ص 2 – 26).
جريدة الأخبار / العدد 1576 الأربعاء 3 يناير 2018
بسُام الجمل "أسباب النزول علما من علوم القرآن" / الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي ومؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث = الطبعة الثانية 2013 (ص 186 – 187).
سرينجار sirinjar منطقة بـ"كشمير".
كتاب "زاد المعاد" المجلد الأول (ص 19).
نفس المصدر / المجلد الثاني (ص 49).
كتاب "حجج الكرامة" (ص 28) وكتاب "الصاوي على الجلالين" المجلد الأول (ص 141).
كتاب "طبقات الكبير" المجلد الثالث (ص 26).
بن منبه في التراث الإسلامي، يهودي من اليمن دخل الإسلام وأصبح من الرواة للأحاديث.
فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء" المجلد الثاني / رقم 262 (ص 219).
لإمام الحافظ العلامة أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني / التفسير الكبير، مصنف ومدقق، سورة النساء (انظر نسخة منشورة على موقع التفسير، مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي).
الحسن بن مسعود البغوي "معالم التنزيل" / مصنف ومدقق، سورة النساء، موقع التفسير.
علي بن محمد بن حبيب أبو الحسن الماوردي "النكت والعيون" / مصنف ومدقق، سورة النساء، موقع التفسير.
روزنة من سقف البيت، أي كوة من سقف البيت.
الحافظ عماد الدين بن كثير "تفسير ابن كثير"، اختصار وتحقيق محمد علي الصابوني / المجلد الأول = بيروت، دار القرآن الكريم 1981 (ص 455 – 457).
مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروز أبادي "تفسير القرآن" مصنف ومدقق، سورة النساء / موقع تفسير.
* عضو المكتب التنفيذي لمركز الدراسات والأبحاث الإنسانية، وباحث في مقارنة الأديان
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي هسبريس
تعليقات الزوّار (22)
هل ينعي أننا نموت كل ليلة ؟ إذا كانت توفى متوفي تعني الموت في القران فهذا هو التفسير حسب فهم كاتب المقال.
لماذا لم يتطرق القران لتفاصيل الصلب؟ لأن هذا علم لا ينفع وجهل لا يضر. بعد موتي لن أسأل هل صلب المسيح جسدا أم لا. هل مات فوق الصليب أم لا. ما معنا شبه لهم ؟
اسئلة لن تطرح علي فلماذا علي مذاكرتها؟
الارشيف يبقى ارشيف الاية القرانية التي تقول يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة بيننا وبينكم هي تنسخ كل ما مضى من التاريخ وتطالب بتوحيد البشرية لاجل الانسانية بعيدا عن المعتقدات او العبودية او فرض دين على دوي دين اخر او منهج على دوي منهج اخر او جعل الدين مصدر الفتن نرجوا استنارتنا بعلوم فيها منفعة للبشرية .
فأنا شخصياً مجموعة من الباحثيين الجامعيين نفتخر بك و نتمن مجهوذاتك الفردية التي تسعى للتنوير حيث الدجل، و الكذب و الخواء...نتمى لك مسيرة موفقة في مركزكم مدى الذي هو أيضاً مركز بحثي موفق في مسعاه التنويري و الثقافي..فهنيأ لنا بك و هنيئاً لمركز مدى بباحث من أمثالك
يا أخي محمد
هناك معادلة في الرياضيات تسمى معادلة فيتاغورس (a² + b² = c²) للعالم
المعروف Pythagore، إنها معادلة جميلة ومهمة ويعرفها الكبير والصغيرسواء كان مسلم أو بوذي أو بهائي أو مسيحي أرثوذكسي، كاثوليكي, بروتستانتي، أو أنجليكالني.المعادلة جائزة الآن، وكانت جائزة حتى قبل أن يكتشفها فيتاغورس.
وعندما لاحظ العلماء أن هذه المعادلة غير جائزة في الهندسة الغيرأقليدية، الكل إتفق على ذلك ولم يأتي أحد ليقول ( مَعْزَ وَخّا طَارَتْ).
فيتاغورس عاش في 570 قبل ميلاد المسيح، هذا المسيح بنفسه الذي أنتم منذ قرون تناقشون بدون الوصول إلى أي نتيجة لفك لغز طريقة قتله وصلبه , البعض يقول أنه قُتل أولا ثم صُلب والآخريقول أنه صلب أولا ثم قتل والبعض الآخر يقول أنه لم يُقتل ولم يصلب. وبسبب هذه الإختلافات
الصغيرة و التافهة تناحرت المجتمعات و تقاتلت وقتل وصُلب الأبرياء.
حان الوقت لطي هذه المشكلة والقبول بأن هذه "المعادلة الدينية" لها حلان
حل مسيحي والآخرمسلم ونحمد الله، تخيل معي ياأخي كم ستكون هذه "المعادلة الدينية" معقدة لوكنا سنلقى الحل بين 4300 ديانة الموجودة الآن في العالم.
OSLO
او صلب حسب الوثنيين المسيحيين....
او رفع فقط حسب الوثنيين السنيين....
فجميع الاقوال تؤدي انه مجرد انسان ,
ليس بالاه و ليس ابنا لالاه.
حيث انه لو كان الاها لما عجز عن الدفاع عن نفسه امام اربعة او ثلاثة مخازنية رومان.....
وحيث انه لو كان ابنا لالاه, لنصره ابوه....
هذا كله لتعلم انك تخرف ,
اي انك انطلقت من خرافة لتصل الى خرافة.
و سبحان الله الواحد الاحد عما تصف.
لكن قطعا ليس في الإسلام
وها أنذا أرفع التحدي
أما بالنسبة للمسيحية
فأولا: إن كان ابن الله فهل يحتاج لرحم إمرأة؟
مالذي يمنع أن يخرج عليهم فجأة ويقول ها أنذا؟
ثانيا: لماذا خروجه أصلا للتضحية والخلاص؟
فما بال القرون ألأولى البشرية التي مضت؟
بل وما بال الذين ضحى من اجلهم خلصهم وها هم اليوم له منكرون
أو على أقل تقدير كنائسهم تصفر والدين عندهم تراهات بالية؟
ثالثا: ليس من خلاص إلا بالدم القتل بل الصلب؟؟؟
ياه واين الذين يتهمون المسلمين بفكر الدم والقتل؟؟؟
رابعا: هو ابنه حسنا والضرورة حتمت ولادته من رحم إمرأة حسنا
وكانت له معجزات كإحياء الميت فهل عجزت المعجزات أن تكفيه مسألة أكل الطعام وشرب الماء حتى يضطر إلى الذهاب إلى الخلاء؟
(سيقفز أحدهم كما قفز ذات مرة: فكر المرحاض، لا وحلها اذا استخففتها فإبن الله بمعجزات خلاف البشر ولكن يشابه البش في أدق الأمور)
سادسا: هو ابن الله حسنا فما يكون مصيره غدا بعد الفصل بين الناس؟
يجالس اباه على يمين العرش أم يدخل يخالط حتى الذين كانوا في الدنيا...
سادسا: هو ابنه وصلبه اليهود فكيف تم اختزال الدين كله في رسم صليب على الصدر؟
يتبع
الذين قالوا بكون المسيح مجدر بشر
رفعوا شأنه ونزههوه عن الصلب
كباقي الرعاع وقطاع الطرق والمجرمين
بينما الذين قالوا إنه ابن الله
جاؤوا مع قولهم بأمرين
ولكل عاقل واسع النظر
فأما الأول: أنه صلب
فلدينا ابن الله الذي هو أيضا إله
يصلب ويترك على صليبه
وما سمعنا بسماء تصرخ ولا بأرض تهتز ولا...
ولا عقاب على من فعل فعلة شنعاء كهذه ولا...
وما عظم شأن التضحية والخلاص ولا هم يحزنون
فهاهم أتباعه رموا الدين وراء ظهورهم بل واختزلوه كله في إعادة صلبه على الصدر؟؟؟
وأما الأمر الثاني:
أن من قال أنه بشر
قالوا معها أن أصل الإنسان آدم وآدم من تراب وولد في الجنة ومنها خرج ليعود إليها إن شاء الله
أما الذين قالوا أنه إله
قالوا أن أصل الإنسان قرد؟؟؟
أقرد وإله؟؟؟
سااااء ما تعمهون.
وحلها من يحتج على فكر المرحاض
ها هو الآن ليس مرحاض
بل نظرية علمية تدرس على أنها حق حقيق.
ثنميرث
والسلام عليه ان يترك الدين ويغير اسمه من اسم اسلامى الى الاسم الذى
يتوافق مع دينه ومعتقده الكاتب ينسخ ويلزق من الانترنت ويظن انه وجد ما يشفى غليليه ضد الاسلام
فى السطر الرابع كتب (فصلبوه ضانين أنهم يصلبون)
وكلمة ضانين تكتب ظانين
والكاتب نسخ كل شىء من الانترنت ماعدا كلمة ضانين وكتبها خطأ
وايضا ربما نسى اسمه الحقيقى وكتب اسما اخر
تحيه لفريق هسبريس وجمعه مباركه
أطلبوا الحق تعقلوا وتدبروا ودعوا عنكم اتباع الهوى والظن إن الظن لا يغني من الحق شيئا
اخاطب فيك العقل..وانت تعلم انه كي يقع الحمل لابد من حيوان منوي وبويضة..هب ان مريم لها بويضة فأين الحيوان المنوي..هذا هو النوع الاول من الحمل..
اما النوع الثاني فهو الحمل الكذب او الوهم كما وقع للمرأة بآزرو او يسمى الجنين الراقد وفقهاء الاسلام يؤمنون به
فسر لي علميا كيف يستطيع موسى ومن معه ان يسيروا في البحر بعد مطاردة فرعون لهم ..اريد تفسيرا علميا وما قولك في يأجوج ومأجوج...انالله امرنا ان نعمل العقل في ملكوته وان نتأمل للوصول الى الحقيقة الخالدة ..اريد دلائل علمية مادية وليس نقلية...
عندها سيتغير عقلك ..اريد ايمانا عن طريق العلم
يقولون اصل الانسان قرد
هنا تنتهي المسيحية
وهم يدرسونها كحقيقة علمية
فاقرأ على المسيحية السلام
أما الاسلام فيقدم طرحا
كله علمية وعقلانية
فالقرءان فيه ايات لا تعارض ان يكون اصل الانسان قرد.
بلى اصله من تراب ومن ماء
فاصل القرد كذلك
وحين نقول الماء فطبعا ليس اي ماء
فكذلك ليس اي تراب
والخلية قد تتكون من ذرة من ماء عكر
اي ماء وتراب
ثم تكبر ثم تكبر ثم تكبر لحيوان ما
ثم يتطور الحيوان لحيوان اخر ثم لحيوان اخر
ثم يتطور لمخلوق اخر ثم يكون له اطراف ثم قد يمشي ثم ... وهذا عبر ملايين السنين
ثم يأتي في مرحلة ما شبيه قرد وشبيه بشر
وهكذا فمنه يصطفي الله ادم
ماذا يكون رد فعل صاحبنا ان قلنا له ان هذا في القرءان!؟
طبعا كما يتهرب الكثير من الحقيقة سيلف ويدور في اشياء بعيدة عن موضوعنا كأن يقول انتم المسلمون نائمون حتى اذا اكتشف النصارى حقيقة تسارعون الى القول انها في القرءان.
صحيح لكن هل هذا ينقص من الحقيقة شيء!؟
او يقول مجرد تأويل
اسيدي يجيب لي من الانجيل ما تؤول؟!
هيهات
غير اجي وقل ثم أول
هنالك من طوائف النصارى أنفسهم من كانوا يعتقدون أن المسيح لم يصلب وأن الذي صلب هو الشبيه كما تثبت ذلك المراجع المسيحية نفسها ...الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبارسكاليونية والبولسية والماينسية، والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية والفلنطانيائية والهرمسيون
وثمة فِرق نصرانية قالت بأن المسيح نجا من الصلب، وأنه رفع إلى السماء، ومنهم الروسيتية والمرسيونية والفلنطنيائية
لا إجماع عند النصارى على صلب المسيح الى يومنا هاذا
اخيرا فدائرة المعارف البريطانية تقول عن روايات الصلب انها أوضح مثال للتزوير في الأناجيل
فلق الله البحر وعبر موسى ومن معه
والله امره يفعل ما يشاء
وعيسى عليه السلام بدون اب ( فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (مريم17
وادم من دون اب ولا ام
إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ال عمران (59) واذا خلق ادم بدون اب فعيسى خلقه من ام بدون اب
والسموات خلقها من العدم
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ البقره 117
أضف تعليقك
صوت وصورة

مع مجيدة بنكيران

مغاربة بين الماضي والحاضر

قصة عاشق للساعات

الاستقلاليون في المعارضة

واقع الصحة بعيون مغاربة

الولادة تحت الماء

المدغري في مواجهة مرميد

بوعرفة وبرلمان البام

مشاريع ملكية في مهبّ الريح

تميز مغربية في دبي

ڭريعة يتحدى الإعاقة

حديقة مهملة بمراكش

ذكريات حميد الزاهر

مضيفات الصحة بتزنيت

حكاية ناجين من حادثة سير

تقريب الأمازيغية من الجالية

العلمي وملاحظات لجنة الفيفا

اغتصاب طفل بسوق الأربعاء

دبكة فلسطينية وسط الرباط

الاتحاد والنموذج التنموي

المتحف اليهودي المغربي

بابا ينشر السعادة في دبي

حلول مالية لشراء السيارات

مزوار ورئاسة الباطرونا
