السياحة تنعش الحركة في مضايق تودغى

السياحة تنعش الحركة في مضايق تودغى
صور: هسبريس
الإثنين 6 يونيو 2022 - 04:28

على بعد 25 كيلومترا من مدينة تنغير (على الطريق المؤدية إلى أيت هاني)، يقع الموقع السياحي مضايق تودغى، المعروف عالميا، والذي يتوافد عليه الكثير من السياح المغاربة والأجانب، رغم النقص المسجل في البنية التحتية والتجهيزات الضرورية التي يحتاجها الزائر.

وفي زيارة قامت بها جريدة هسبريس الإلكترونية، مساء الأحد، إلى الموقع السياحي العالمي “مضايق تودغى”، صادفت المئات من الزوار من مختلف جنسيات العالم، وزوارا من مختلف مدن المغرب، قادمين إلى الموقع السياحي للتمتع بالمياه الطبيعية التي تخرج من تحت الجبال الشاهقة، واكتشاف المنطقة، وتسلق الجبال.

وشرعت مضايق تودغى السياحية، منذ أسابيع، في استقبال سياح أجانب ومغاربة على حد سواء، خاصة مع نهاية كل أسبوع، “رغم غياب أبسط الضروريات التي يحتاجها السياح (مواقف السيارات، مراحيض عمومية، أماكن للجلوس وسط مياه الوادي…)”، وفق أحمد بنعلي، مرشد سياحي بالمنطقة.

وأوضح بنعلي، في تصريح لهسبريس، أن “المضايق بدأت استقبال السياح في وقت مبكر هذه السنة، وذلك بعد توقف الحركة السياحية بالمنطقة لأكثر من عامين بسبب تداعيات جائحة كورونا”، مشيرا إلى أن “الحركة السياحية الحالية تبشر بمستقبل واعد بالنسبة للسياحة والمهنيين بصفة عامة”، وفق تعبيره.

ويحتاج الموقع السياحي ذاته إلى تأهيله وتجهيزه بالإنارة العمومية، وتهييء مكان خاص بـ”التسلق”، ومكان خاص بعرض المنتجات المحلية، “وذلك من أجل تشجيع السياحة وبعث رسائل إيجابية للسياح الأجانب الذين لم يسبق لهم زيارة المغرب والمنطقة على وجه الخصوص”، يقول إبراهيم أغزو، فاعل سياحي بالمنطقة.

وأوضح المتحدث ذاته، ضمن تصريحه لهسبريس، أن الموقع السياحي يحتاج إلى التأهيل والتنظيم لكونه من المواقع المعروفة عالميا، “لكن الخدمات الموجودة به لا تتلاءم مع عالميته”، مشيرا إلى أن “المجلس الجماعي لتودغى العليا وجب أن يتحرك من أجل إخراج مشروع التأهيل إلى الوجود، قصد بداية الأشغال مباشرة بعد نهاية عطلة الصيف”، على حد قوله.

تهميش ونسيان

أجمع عدد من زوار الموقع السياحي العالمي “مضايق تودغى” على أنه لم ينل حظه من التأهيل والبرامج التنموية، رغم أن المضايق تعتبر من بين الأماكن التي يقبل على زيارتها السياح الأجانب والمغاربة، الذين يأتون من كل فج عميق للاستمتاع بسحر الطبيعة بعيدا عن ضجيج المدن.

وفي هذا الإطار، أكدت نعيمة، واحدة من الزوار، متحدثة لهسبريس، أن “المضايق السياحية لتودغى تعاني التهميش والنسيان التنمويين”، مضيفة أن “تصنيفها ضمن المضايق السياحية العالمية لم يشفع لها أن تؤهل وتحظى بعناية من طرف المجلس الجماعي ومن طرف مسؤولي وزارة السياحة”.

وأوضحت المتحدثة ذاتها أنها زارت المضايق أكثر من أربع مرات، لكنها لم تلاحظ أي تغيير أو تأهيل، مشيرة إلى أن “الموقع السياحي يرزح تحت نير التهميش والنسيان والإهمال منذ عقود من الزمن”، ومضيفة أن “المكان لو تم تأهيله لأصبح خير سفير للمنطقة في جميع بقاع العالم”، بتعبيرها.

في المقابل، قال مصدر مسؤول إن الموقع السياحي العالمي مضايق تودغى يتابعه عامل الإقليم، حسن الزيتوني، “الذي قام مؤخرا عبر مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتسليم ثلاث وحدات (مقاه متنقلة مجهزة بمرافق صحية)، لتجويد الخدمات السياحية بالمضايق، وتوفير المراحيض لفائدة الزوار، من أجل تشجيع السياحية وتوفير فرص الشغل لشباب المنطقة”، وفق تعبيره.

وأوضح المسؤول ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “الجماعة الترابية بتنسيق مع السلطة الإقليمية قامت مؤخرا بتجهيز المضايق بالإنارة العمومية بشكل مؤقت، في انتظار تعميم الإنارة في جميع أرجاء المضايق”، موردا أن “الجهات المسؤولة تفكر في تغيير مكان تسلق الجبال إلى خارج المضايق، وتخصيص مكان لعرض المنتجات المجالية خارجها أيضا، من أجل الحفاظ على جمالية الموقع السياحي”.

وتابع المصدر ذاته بأن “الحالة التي يتواجد عليها الموقع السياحي العالمي حاليا عشوائية، وسيتم تنظيمها إلى الأحسن خلال هذا الصيف”، مضيفا أن “هناك مجهودات تبذل من أجل إصلاح الوضع وتنظيم الأمور إلى الأحسن”، ومتمنيا تقديم يد المساعدة للسلطات والمجلس الجماعي وباقي القطاعات من طرف المهنيين وجميع المواطنين.

مآل دراسة تأهيل المضايق

وتساءل عدد من مهنيي السياحة عن مآل الدراسة المنجزة من طرف الشركة المغربية للهندسة السياحية “سميت” حول تأهيل مضايق تودغى، التي سبق أن عرضت بمقر عمالة إقليم تنغير يوم يوليوز 2019، في اجتماع ترأسه عامل الإقليم، حسن الزيتوني.

وتهدف الدراسة ذاتها إلى هيكلة وتثمين العرض السياحي بمضايق تودغى، من خلال تهيئة باحات الاستراحة وأماكن وقوف السيارات، وأماكن التنشيط والتجمع العمومي، وكذا المناظر الريفية الطبيعية، كما تروم إعادة هيكلة المحلات التي توفر المنتجات المجالية للإقليم.

وتروم الدراسة سالفة الذكر إنجاز الإنارة العمومية، وتهيئة الطريق من تنغير مرورا بالمضايق وصولا إلى سد تودغى، بتامتوشت، مع الاحتفاظ بالطابع المعماري للمنطقة، وبرمجة استثمارات فندقية سياحية مهمة لتشجيع السياحة وتوفير فرص الشغل.

وطالب العديد من المهنيين، في تصريحات متطابقة لهسبريس، الشركة المكلفة بإنجاز الدراسة بالإسراع في إخراجها إلى حيز الوجود، والعمل على توفير الاعتمادات المالية من طرف الشركاء لتنفيذ برنامج تأهيل مضايق تودغى قبل حلول سنة 2023.

‫تعليقات الزوار

7
  • التيسير مع الله
    الإثنين 6 يونيو 2022 - 07:15

    تحت عنوان التهميش والإقصاء الحكرة الزبونية الجفاف البطالة وغلاء الأسعار هذا ما نعانيه في جهة درعة تافيلالت ولا أحد يحرك ساكنا حسبنا الله ونعم الوكيل لكن عند الله سيحاسب الجميع والله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل

  • Anakonda
    الإثنين 6 يونيو 2022 - 08:42

    علاش هاد المنطقة تعاني من التهميش و الاقصاء من التنمية واش ممحسوباش من المغرب…فقط المدن الكبرى كطنجة الرباط كازا…..اليس فيكم رجل رشيد؟؟؟

  • ولد حميدو
    الإثنين 6 يونيو 2022 - 08:46

    لا أظن بان مستثمرا سيغامر بامواله من أجل تشييد فندق لأن المكان يصلح لزيارة يوم واحد و لكن بعض المرافق ضرورية مثل المراحيض و مطاعم و مقاه و حتى مسبح

  • متتبع غيور من الاقليم
    الإثنين 6 يونيو 2022 - 10:00

    من يسمع او يقرا مثل هذه الاوصاف لهذه المضايق يحن و يشتاق لزيارتها. و كم يكون مصدوما حينما يصل إلى هذا اامكان. لانه يجده بدون مرافق صحية بدون كهرباء. بدون اماكن لاستراحة الزوار. مكان طبيعي كما خلقه الله. لم تتدخل يد الانسان لاعداده ليكون مؤهلا لاستقبال الزوار.
    و بكون المكان محاط بجبال شاهقة فاني كتقني اقترح على الجماعة الوصية على المكان ما يلي
    ان توضع أعمدة الاسمنت المسلح في مجرى الوادي من بداية المضيق إلى نهايته و يفصل بين عمود و عمود مسافة ثلاثة امتار ثم و ضع السقف على علو ثلاثة امتار او يزيد بقليل. و هكذا يستطيع الزائر المبيت دون خوف من حملات النهر. و يمكن و ضع طابقين بدل طابق واحد و ذاك كما يفعل في بناء المنازل. مع وضع السلالم و فتحات للوصول إلى مياه النهر. و استعمال صهاريج اسمننية تملأ و تفرغ للمياه العادمة. و اظن ان هذا لن يكلف كثير المجاس الجماعي. و انا مستعد لمساعدة هذا المجلس في هذا البناء. و الله الموفق. ها هي الدراسة التقنية بالمجان يارئيس الجماعة فبادر! اللهم اني قد ابديت رايب فهل من مجيب؟

  • جمال
    الإثنين 6 يونيو 2022 - 10:30

    المندبة كبيرة والميت فار هدا هو المثل الدي ينطبق على هدا الممر الجبلي .
    راه مكان كيشكل خطر على الزوار

  • موح
    الإثنين 6 يونيو 2022 - 14:52

    سوف و سوف و س… و س… و هناك و …فقط لإبعاد الكاميرا أو الميكروفون عن وجهه .,مند سنوات وأنتم تكررون نفس “سوف” و “س” و أخواتها وبقيت الأمور على حالها. هدا الأسلوب “التواصلي “معروف عند جل المسؤولين المغاربة عندما تقف الكاميرا و الميكروفون أمامه.

  • عباس
    الإثنين 6 يونيو 2022 - 22:37

    المسؤولون الكبار من اهل المنطقة هم اول من يجب عليهم بالالتفاة الى هاذه الجهة لكن مع الاسف تجدونهم يشترون الفيلات في باريس وبلجيكا ….تبا لمن لا غيرة له على جهته و طنه.

صوت وصورة
مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا
الخميس 18 أبريل 2024 - 16:06

مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا

صوت وصورة
الحكومة واستيراد أضاحي العيد
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:49 92

الحكومة واستيراد أضاحي العيد

صوت وصورة
بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:36 86

بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية

صوت وصورة
هلال يتصدى لكذب الجزائر
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:45 4

هلال يتصدى لكذب الجزائر

صوت وصورة
مع المخرج نبيل الحمري
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:17

مع المخرج نبيل الحمري

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17 3

عريضة من أجل نظافة الجديدة