بنكيران وشباط صوتان تحت سقف واحد

بنكيران وشباط صوتان تحت سقف واحد
الأحد 9 دجنبر 2012 - 21:56

الصراع السياسي بين رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، والأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، تحول إلى حساسية نفسية بين «الزعيمين»، وأصبحت هذه الحساسية تهدد وحدة الائتلاف الحكومي. المغاربة يقولون في المثل الدارج: «الوجه المشروك عمرو ما يتنقى»، وذلك هو حال وجه حكومة بنكيران اليوم، وجه قيل عنه إنه ملتح، فظهر الآن أنه وجه مخربش، ومن المنتظر أن يؤدي الصراع بين «رأسي» التحالف إلى إصابته بجروح وكدمات قد تكون خطيرة.

شباط، في آخر اجتماع للجنة التنفيذية لحزب الاستقلال يوم الاثنين، حكى لرفاقه في الحزب، والعهدة عليه، عن وقائع حصة الملاكمة التي جمعته برئيس الحكومة في اجتماع الأغلبية، وقال للاستقلاليين: «إني قلت لبنكيران أنت اختصاصي في حشيان الهضرة، وأنا أكثر منك، وهذا لن يوصلنا إلا إلى الخنز»، وأضاف شباط: «بنكيران لا يمكن أن يتصرف كأنه أستاذ ونحن تلاميذ…».

بنكيران أخذ قرارا بعدم التعليق علنا على كلام شباط، وعدم الدخول معه في «البوليميك» على صفحات الجرائد وشاشات التلفزة وأمواج الإذاعات، لكنه لم يتردد في إثارة «شغبه» ضد الحكومة مع الملك، وإعلانه صراحة أنه لن يتنازل لشباط حتى لو اضطر إلى إنهاء عمر الحكومة.

الآن لعبة شد الحبل على أشدها بين بنكيران وشباط.. بين الحزب الأول في الحكومة والحزب الثاني. رئيس الحكومة غير مستعد لأن يتنازل عن دور «المعلم» أو «المايسترو»، وشباط غير مستعد للجلوس في حافلة الحكومة كأي مسافر يسلم القيادة للسائق، لأن حساباته أصبحت، بعد أن وصل إلى زعامة حزب الاستقلال، أكبر من مجرد منصب أمين عام لحزب يكمل الأغلبية ويترك بنكيران يحصد الشعبية… طبعا حكاية البرنامج الحكومي وميثاق الأغلبية تبدو سخيفة وبلا معنى في صراع مفتوح على المواقع والمصالح.

ما العمل؟ لا أحد لديه جواب عن هذه «المشكلة» باستثناء الشريكين الصغيرين، نبيل بنعبد الله وامحند العنصر، اللذين يراهنان على الدخول بالخيط الأبيض بين الزعيمين الملقبين بـ«الشعبويين»، وهو رهان واهم، مثل ذلك الذي يعول على الصلح بين الضرتين اللتين تعيشان مع الزوج في غرفة واحدة، فلن تخلو هذه الغرفة من صراعات وحزازات وضرب وجرح…

الطلاق بين الحزبين وخروج الاستقلال إلى المعارضة، ودخول الأحرار، مثلا، إلى الحكومة، ربما يكون حلا مطروحا على الطاولة، لكن هل الأحرار، أو حتى الحركة الشعبية، سيسمحان لبنكيران بأن يتحول من رئيس حكومة إلى زعيم سياسي؟ وهل سيقبلان اللعب في فيلم يكون فيه بنكيران هو البطل؟

هنا ضاع المفتاح الذي يمكن أن يحل الأزمة. «اللعبة السياسية المغربية» لها قواعد وأعراف وتقاليد، فرغم أن الدستور الجديد فتح باب «المنافسة» في الحقل الحزبي والانتخابي على الزعامة، فإن الدستور غير المكتوب لا يسمح بذلك، ولهذا فإن أحجارا كثيرة ستوضع في حذاء بنكيران حتى يضطر إلى السير ببطء، ولمَ لا التوقف عن السير أصلا عوض الجري في ملعب يبدو له فارغا من أي منافس سياسي جدي آخر غير القصر، ولهذا فإن بنكيران مطالب بتسوية أوتار عوده في المشور السعيد وليس في باب الحد مقر حزب الاستقلال.

بنكيران ليست له «جرأة» إعلان فشل الأغلبية في البقاء تحت سقف حكومة واحدة، وليست له جرأة الاستقالة وحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات سابقة بدورتين حتى تفرز أقلية وأغلبية، ونخرج من الخارطة المبلقنة التي تلد لنا حكومات معاقة وكسيحة، بأحزاب كثيرة تقضي عمرها في تدبير الخلافات، وتقبيل الرؤوس، وترقيع الترضيات والتوافقات، وتترك السلطة لأصحاب السلطة.

ولهذا سيصبر رئيس حكومتنا ويحتسب أجره عند الله لكن مصلحة الشعب ربما تتضرر من صراع «الديكة» بين أحزاب لا تنظر أبعد من أنف مصالحها.

‫تعليقات الزوار

5
  • marrueccos
    الأحد 9 دجنبر 2012 - 23:18

    مستقبل المصباح مرهون بمدى إستيعابه ( بعد الممارسة ) أن الدين والسياسة لن يتعايشا تحت قبة البرلمان حين أدرك بن كيران أن لا مفر من مال صندوق النقد الدولي ليسد عجز الميزانية لم يتردد أن يؤكل المغاربة الربا ! سياسة بطعم مر لكنه مستساغ فالمرحلة محسوبة على المصباح ! صلاحيات رئيس الحكومة تجعله مسؤولا سياسيا أمام المغاربة وليس حركة التوحيد والإصلاح التي قد تفاجئنا بالإنشقاق عن الحزب لتعلن نفسها حزبا مستقلا بذاته على طريقة " الهمة " الإختلاف فقط بين من يشرف على الولادة !! كلما تأكد فشل المصباح كلما إقترب مخاض الولادة ليرمم حائط المصباح من التشققات التي تظهر في صفوفه !
    إننا عشية أسلمة السياسة بالكامل بما في ذلك العدل والإحسان ؛ الفضيلة ؛ البديل الحضاري تحت مسمى جديد مضاف إليهم حركات سلفية ( معتدلة ) ليكتمل المشهد السريالي لكنه واقع في ظل موت اليسار العروبي المؤكد والشلل الرباعي الذي أصاب أحزاب البصري ! وفراغ الساحة من كل مثقفيها أو ما يسمون كذلك !
    من الشيء إلى نقيضه ؛ من عدم خلط السياسة بالدين داخل البرلمان إلى أسلمة جدرانه ما الذي بقي من دون نقيضه ؟ أفيقوا ستبتلعنا رمال الصحراء !

  • مصطفى المغربي
    الأحد 9 دجنبر 2012 - 23:32

    كلام متهافت فيه الكثير من الاسقاطات لا يفهم بعد مرجعية حزب العدالة والتنمية
    متى ظهر لبنكيران ان الاصلاح ممكن بصفته الحزبية والاسلامية فسيستمر وإذا ظهر له استحالة الامر فسينصرف والسلام.

  • عبد العالي
    الإثنين 10 دجنبر 2012 - 00:40

    شباط يتهافت بشكل هيستيري على المناصب وتصفية الحسابات لكن الشعب هوالذي يتحمل المسؤولية لأنه صوت لحزب لا يعرف سوى مصلحته الخاصة وهذا هو حزب الإستقلال الذي يبشرنا به شباط حزب يضرب مصلحة الوطن والشعب عرض الحائط فيما ينتشي بتعطيل مصلح الشعب،بن كيران واضح أنه يلعب جيدا لكنه ينبغي أن يسجل الهدف في هكذا وضع

  • Addi
    الإثنين 10 دجنبر 2012 - 00:58

    Quand les éléphants se battent c'est l'herbe qui est piétiné. Laissant ces "aminés" jouer une parti des échecs pour essayer de faire échec et mate l'un de l'autre jusqu'à La fin de leurs mandats sans rien faire à ce pauvre peuple qui attend d'eux un avenir "prospère" mais . Un poète qualifie ce genre de combat Comme celui des chiens autour d'un cadavre celui qui bouffe montre ces canines et pousse des cris et l'autre qui n'arrive pas à manger continue à aboyer .

  • عبدالرحيمً116
    الإثنين 10 دجنبر 2012 - 06:51

    بسم الله الرحيم ، الحمد لله .. تحية لكل مواطن حر له غيرة على بلده ووطنه ، تحية للشرفاء المناضلين الذين بلغو أنفسهم لله من أجل إقامة العدل ورفع الظلم وضحوا بأوقاتهم وأموالهم من أجل الدفاع عن الكرامة والحرية ، تحية لكل الصحفيين والكتاب والأدباء المستقلين الأحرار وقليل ما هم ..
    أما بعد ، يؤسفني كثيرا أن أرى مقالا مثل هذا الذي لطختم به صفحتكم هسبريس المتواضعة ، فلا الخبر صحيح ولا التحليل كان منصفا ، فهو إن دل فهو يدل عن امتعاض صاحب المقال أو محاولة للإنتقام من هاته الحكومة الجديدة التي طالتها الإنتقادات من أول يوم تشكلت فيه بل وقبل أن تشكل أصلا ، أضف إلى ذالك إلصاق الأحكام الباطلة المسبقة الموجهة وكذا التهم الجاهزة ، من يستطيع أن يحكم بأن الحكومة فاشلة وهي لم تنتهي دورتها بعد بل لم تبدأ في تطبيق برامجها بعد إن لم نقل أنها لازالت في البداية … لنكن منصفين ولنقل الحقيقة ألا تستحق هذه الحكومة التي أتت من رحم الشعب ونتجت عن أول انتخابات حقيقية نزيهة ، ألا تستحق التشجيع والتنويه .. ؟؟؟'

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 17

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة