خطة روس للمباحثات السرية المرتقبة.. إطالة لأمد نزاع الصحراء

خطة روس للمباحثات السرية المرتقبة.. إطالة لأمد نزاع الصحراء
السبت 8 فبراير 2014 - 11:11

يرتقب أن يعود المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس نهاية شهر فبراير الجاري بعد أقل من شهر على زيارة سابقة كان يريدها مدخلا لبداية تطبيق آلية المحادثات السرية بين المغرب والبوليساريو.

وكان روس قد كشف عن هذه الخطة عقب فشل المفاوضات غير الرسمية وخطة النهج المبتكرة والتي فشلت هي الأخرى. قبل أن يعلن في تقرير قدمه لمجلس الأمن الدولي في أبريل 2013 عن خطة الدبلوماسية المكوكية قبل اقتراحه لخطة المباحثات السرية التي ينوي إجراؤها بين المغرب والبوليساريو.

وتعد هذه الآلية الجديدة مجهولة التفاصيل بالنسبة لطرفي النزاع، بحيث لم يفسر روس مضمونها غير التأكيد على أنها تتم عبر نقل مقترحات سرية بين الطرفين قبل الانتقال إلى مرحلة المفاوضات الرسمية والعلنية عندما تتوفر الشروط.

والمؤكد عمليا أن آلية روس الجديدة تتضمن أسباب فشلها أولا لغرابتها بالنسبة لطرفي النزاع، وثانيا لأن البوليساريو اعتبرتها أكذوبة لا يمكن الوثوق بها، بعدما استبقت الإعلان عن زيارة روس إلى الصحراء في أفق التحضير للعمل بهذه الآلية مشترطة إلى جانب الجزائر على منظمة الأمم المتحدة التسريع بتحديد تاريخ محدد لتنظيم الاستفتاء في الصحراء.

وعليه، فإن هذه دعوة الجزائر والبوليساريو تعاكس توصيات مجلس الأمن الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما اقتنعا منذ سنة 2003 باستحالة تنظيم خيار الاستفتاء في الصحراء لأسباب سياسية وتقنية، فلم يكن أمامهما غير الدعوة إلى البحث عن حل سياسي توافقي وغير مشروط.

ويتأكد تحامل البوليساريو والجزائر على الشرعية الدولية باستباق اتهام المغرب بإفشال مساعي روس، حينما سارع عبد العزيز المراكشي زعيم جبهة البوليساريو إلى استمالة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء بالثناء عليه، لأنه بحسبه أبدى حرصا للسعي بين طرفي النزاع للتوصل إلى حل سلمي وعادل يمكن بحسبه “الشعب الصحراوي” من تقرير المصير. ليتهم المغرب بعرقلة مساعي هذا الأخير وداعيا الأمم المتحدة إلى ممارسة ضغوط حقيقية على المملكة المغربية حتى تسمح بتطبيق مقتضيات الشرعية الدولية فيما يتعلق بقضية الصحراء.

وبناء على ما سبق، فإن خصوم المغرب لا يهمهم إيجاد حل لنزاع الصحراء غير العودة إلى المربع الأول لممارسة ابتزاز الضغط الحقوقي على الموقف التفاوضي المغربي. وهو ما لمح إليه قيادي في البوليساريو بالقول: “إن الوقت اليوم ليس في صالح المغرب بالنظر إلى التطورات والتغيرات التي حدثت على الساحة الدولية”، يقصد مطالب البوليساريو والجزائر بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو في الصحراء.

واستنادا إلى كل ذلك، فإنه لا يتوقع أن يترتب عن خطة روس الجديدة أي نتائج مشجعة لحل نزاع الصحراء. ذلك لأن روس لم تتبلور لديه رؤية جدية للحل، ما لم يعد قراءته واقعيا حيال المقترح المغربي منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا.

إن توقع فشل خطة روس الجديدة يجد مبرراته في تراجع التأييد المغربي له منذ أن اتهمه بلا حيادية ولا نزاهة. وإن يتفاعل المغرب إيجابا مع خطط روس، فإن ذلك لن يجعله متعاونا بشكل أكبر لفقدان الثقة في روس مفاوضا أمميا مقبولا، بعدما همش مقترح الحكم الذاتي وكلف الموقف التفاوضي المغربي ضغوطا متزايدة بورقة حقوق الإنسان.

كما أن صعوبة انخراط المغرب في أي خطة جديدة لا تقوم على روح مبادرة الحكم الذاتي غير ممكنة، بعد أن تمكن من إعادة التوازن إلى موقفه التفاوضي عقب زيارة الملك محمد السادس إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتأكيد باراك أوباما على جدية وواقعية المقترح المغربي، وهو ذات الموقف التي عبرت عنه فرنسا عقب زيارة وزير خارجيتها إلى الجزائر مؤخرا. وكذا بعد سحب البارغواي اعترافها بالبوليساريو وتصنيفها كجماعة إرهابية مسلحة.

وسيادة تبلور قناعة جديدة لدى الرأي العام الدولي بفشل مشروع إقامة دويلات جديدة في إطار مبدأ تقرير المصير كحل للنزاعات بعد اشتعال فتيل الحرب الأهلية الجارية اليوم في دولة جنوب السودان بعد سنتين فقط على إنشائها أمريكيا، حيث يعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مهندس انفصالها عن دولة السودان.

٭باحث متخصص في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية

‫تعليقات الزوار

3
  • marrueccos
    السبت 8 فبراير 2014 - 12:31

    تدبير ملف الصحراء المغربية لن يكتب له النجاح في ضل تعنث الجزائر وإصرارها على أن تبقى طرفا في إدامة النزاع وليس في إقتراح حل ! وهو ما يصطدم به " روس " وكل سابقيه الذين عينهم مجلس الأمن الدولي لقيادة المفاوضات .
    السياسة من العلوم الإنسانية لا تنبني على مسلمات يقينية لنصل إلى نتائج دقيقة تفرض على جميع الأطراف ! إنما هي حنكة تدبير قضية في أفق تحقيق السلام دون اللجوء إلى حرب ! الحرب ليست في مصلحة البوليزاريو كما الجزائر لكون المنطقة على قدر كبير من التوتر لن تقبل معه القوى العظمى بالمغامرة بإستقرار الجنوب الغربي للمتوسط ! هذا خط أحمر لن تقبله إسبانيا ومعها الإتحاد الأوربي !
    السياسة ليست عنادا يدفعك لتجنب الخسارة ! هذا ما فهمه المغرب فتقدم بورقة الحكم الذاتي وهي مخرج مشرف للمنهزمين ( الجزائر والبوليزاريو ) ! لكن سوء نيتهما بالمقترح المغربي هو من يعرقل الحل وعلى " روس " أن يقنع الجزائر والبوليزاريو بحسن نية المغرب وجدوى مقترح الحكم الذاتي الذي قد ينقل المنطقة المغاربية من متتاليات الإخفاق والضعف والإنعزال إلى رحابة تكتل جهوي مغاربي متكامل واعد إقتصاديا مستقر أمنيا وسياسيا .

  • ابراهيم
    السبت 8 فبراير 2014 - 13:51

    خير الكلام ما قل ودل,من الاحسن للمغرب ان يحترم الشرعية الدولية وارادة الشعب الصحراوي في حقه في تقرير مصيره

  • mofid
    الأحد 9 فبراير 2014 - 22:32

    نعم خير الكلام ما قل ودل,من الاحسن للمغرب ان يحترم الشرعية ا لتار يخية الدولية وارادة الشعب الصحرء في حقه في تقرير مصيره مع العلم ان هذه الارض لم تكن الا ارضا امازيغية مغربية قبل وفود بعض القبال الرحل التي تاقلمت واختلطت بامازيغ وكونت ما يسمى بالشعب الصحراوي ا لامازيغي المغربي وهو موزع الان بين جنوب المغر ب و شماله

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز