قلبُ الأم، قلبُ الأمّة...

قلبُ الأم، قلبُ الأمّة...
السبت 30 يونيو 2018 - 02:30

(تفاعلا مع رسالة على اليوتوب من أم ملتاعة إلى الملك)

لم أحسب أن الدمع سيغلبني إلى هذا الحد أنا الذي لم تكن حياتي هنيئة مريئة. أنا الذي رأيت في شبابي ما يشيب له الولدان في بلدي…

كان ما أحسسته وأنا أطلع على الأحكام الصادرة في حق نشطاء الحسيمة خليطا من الغضب والحسرة وخيبة الأمل. لكن اللقاء بأمٍّ ملتاعةٍ على اليوتوب – مأوى الأحزان والأتراح والغضب اليوم – كان شيئا آخر تماما. كانت المرأة-الأم تتحدث إلى الملك مباشرة. واثقة من كل كلمة تنز من قلبها قبل أن تسقط دموعا حرّى على شفتيها الناطقتين بالحق. وحتى بعض كلماتها التي يمكن أن يعتبرها صفوة اللغويين والساسة والبرتوكوليين تطاولا على المقام، كان بها من الصدق واللوعة أكثر مما في كلماتهم من النفاق والمداهنة و”التبحليس” وانتظار المكافئات…

لم تكن السيدة تتكلم باسم الام الملتاعة فحسب بل كانت تصدح بحنجرة الأمّة.

لم تكن السيدة أما فقط. بل كانت أمة بكاملها… وأنا أزن ما أقول.

أعرف معنى قسوة الأحكام على مصائر الأفراد والأسر.

أعرف جيدا كل ذلك. ورجاءً بلا مزايدات في هذا الاتجاه، ولا مداهنات في الاتجاه الآخر.

أعرف ذلك جيدا. أنا الذي رأيت أفراد أسرتي بعد أن كان شملنا مجتمعا، رأيتهم مشتتين في المنافي والسجون أو واقفين على أبوابها أو مقتفين أثر فلذات أكبادهم بين المستشفيات أو واقفين بكرامتهم على أبواب المعتقلات من أجل تسليم قفة الأكل أو دروس الكليات الموصدة في وجوههم، ممزوجة بجرعات المودة الجريحة..

أنا الذي أعرف، فلا تلوموا مني شيئا رجاء.

لا تخاطبوا العقل فيَّ من فضلكم.

أعرف أن التجاوزات تكون محتملة في كل حركة احتجاجية مطلبية سلمية غاضبة. وأعرف أن هناك رجال أمن تضرروا خلال الاحتجاجات، وأعرف أكثر من ذلك أننا كلنا – بلا استثناء – نتعلم السلوك الديمقراطي والروح الديمقراطية المفقودة ثقافيا منذ حقب، لكن أن تصل القسوة إلى هذا الحد، هذا ما لا يحتمله السياق ولا يحتمله البلد ولا تحتمله السياسة.

لماذا ذكرتمونا يا معشر القضاة بزمن أغبر نعمل جاهدين على تجاوزه بالتضحيات والتراكمات والصبر والصفح الجميل؟

لقد تغير المغاربة وأصبحوا يتوقون إلى ممارسة مواطنة سيادية، بمعنى أن يكون كل شخص سيد نفسه طبقا للقانون الذي نتوافق عليه وطبقا لدروس السياقات التاريخية التي مرت بنا وطبقا لروح العصر وطبقا للنصيب المشروع من السعادة التي يطمح كل شخص منا أن يضمنه قبل وداع الدنيا الذي هو مآلنا جميعا…

وهنا مربط الفرس.

فما تقوله “الأم-الأمّة” يخترق مغزاه كل معاجم اللغة: لن تقوم لمستقبلنا قائمة دون أن يكون هذا المعطى واضحا في أذهاننا أكنَّا في موقع المسؤولية أم في غيرها، عليه نبني سياسات البلد واختياراته وطرق اشتغاله وأساليب محاسباته…

لذلك وجب الاقرار والاعتراف أن القول الفصل في الموضوع اليوم جاء على لسان الأم الملتاعة. وهو يلخص شعور المغاربة قاطبة اليوم.

29 يونيو 2018

‫تعليقات الزوار

10
  • مغربي
    السبت 30 يونيو 2018 - 11:46

    انا ارفض الظلم …واكره النظام المخزني….لكن لنصارح انفسنا…..لقد كانوا انفصلايين….برفعهم للاعلام الانفصالية…وفي احاديثهم….في البداية…ناصرنا الزفزافي….وعندما قارن بين الاسبان والنظام العروبي…حينها سحبت تضامني….فكيف انصر واعاضض من يحقد على العرب وانا منهم….لا والله لست بالبليد…ولا امعة….يقول…اه اه…

  • سحقا لقلبي
    السبت 30 يونيو 2018 - 11:47

    سمعتها وتعاطفت ، فالانسان أولا وأخيرا إنسان . ولكن هل بكاءها أهون من ، أم بكاء كل أمهات الوطن . هل علينا أن نساهل حتى نبلع ، كن منصفا سيدي الأستاذ فبعض الحب يقتل ، وأعمل العقل حيث يجب أن يعمل وأعمل قلبك حيث يجب أن يعمل .

  • كاره الضلام
    السبت 30 يونيو 2018 - 13:31

    يا استاد من حقك ان تعبر عن رايك و لكن لا يحق لك ان تتكلم بلسان شعب كامل و تقول في ختام كلامك و تقول ان كلام هده السيدة يلخص شعور المغاربة قاطبة، ما هدا المرض الدي اصابكم حتى اصبح كل منكم يرى نفسه هو الشعب و هو الفكرة التي تلخص الجميع؟ الكل يتحدث عن اجماع المغاربة مع ان المغاربة الدين علموا اصلا بالاحكام قلة قليلة، ليس كل المغاربة متسيسة مثلكم ، الناس فس شواطئهم و في عطلهم و قلة قليلة تعلم بهده الاحكام و ضمن هده القلة قلة ترفضها، يا سيدي الشعب ليس هو انتم و مشاعرك لا تعني سواك و ليس كل من انفعل لو تاثر يصبح على حق و ليس كل من تضرر من امر ما يكون الاخرون موافقين لرايه، امنا هي المغرب و هي ام الامهات و لا انسانية مع الوطن، تلك الام تفرجت على ابنها و صفقت له و هو يخرب و يعيث فسادا و لم تنطق و الملك الدي تترجاه كان الى تاريخ قريب محتلا عروبيا مغتصبا لارضها و تعتبر الاحتلال الاسباني ارحم من احتلاله، نحن لا نخاطب فيك العقل و انما الشعور الوطني الدي هو شي غير التضامن الانساني و غير الواجب الاخلاقي، و نحن نضنك مثالا للوطنية فلتغلب المواطن على الشاعر

  • MOHAMMED MEKNOUNI
    السبت 30 يونيو 2018 - 13:56

    يقول المثقف صلاح الوديع :
    (( لماذا ذكرتمونا يا معشر القضاة بزمن أغبر نعمل جاهدين على تجاوزه بالتضحيات والتراكمات والصبر والصفح الجميل؟
    مجرد رأي :
    هل الهيئة القضائية التي نطقت بالأحكام ، كونها عبثية ؟
    ـ إلى حد الساعة جميع المستنكرين لهذه الأحكام لم يطلعوا عيها وحتى بعد الإطلاع عليها ليسو مؤهلين للتعليق عليها وفي هذا جوهر المشكلة.
    ـ وحيث أن هؤلاء القضاة يتوفرون على ما يبرر أحكامهم ومسؤولية أمانة النطق بهذه الأحكام وحدهم يتحملونه طبقا للقسم المؤدى لممارسة المهنة .
    ـ ولنتحل بالشجاعة الأخلاقية والخلقيةولنجهر بالحقيقة ، هناك خرق سافر للفصل 4 من الدستور من
    طرف المحكوم عليهم وأقول بصوت عال : حذار من النزعة القبلية التي أصبحت تتأجج من طرف شبه المثقفين للسيطرة على الوطن بإسم الأغلبية والمغاربة الذين أرجعو محمد الخامس إلى الوطن إذا أردتم معرفتهم ما عليكم إلا قراءة كتاب شارل لوكران (( أيتها العدالة يا موطن الإنسان )).

  • كاره الضلام
    السبت 30 يونيو 2018 - 15:52

    دواعش العراق المغاربة هم ايضا اخرجوا لنا امهاتهم يتباكين بل هناك من اعتبرن ابنائهن ضحايا مظلومين، و كل المجرمين لهم امهات يرق قلبهن لابناهن، رجال الشرطة المكسرة جماجمهم ايضا في الحسيمة لهم امهات،فباي معيار تسمعون ام المجرم و تتركون ام الضحية؟نحن نعتبر الوطن ابنا لنا و كما ان قلب الام منحاز لابنها في كل حال فان انحيازنا للوطن لاعقلاني ايضا و منحاز دوما و ابدا،و الدول لا تتعامل بمنطق العواطف بل بمنطق القانون ،و لو عفت الدولة على هؤلاء فمن يضمن عدم عبث اخرين بامنها و كيف تتصرف اد داك هل تعفو من جديد لتكون منصفة او تعاقبهم فتكون جائرة؟
    من الجميل انهم يستعطفون الان بعدما كانوا عنتريين يقول بعضهم انه حتى لو صدر عفو فسيتم رفضه، هؤلاء العدميين منطقهم صبياني فلو ان النظام عفا عنهم او خفف الاحكام لقالو انه خنع و خضع و انحنى للعاصفة و خاف من الرد الخارجي و حينما تكون العقوبة صارمة يقولون ان الدولة ظالمة و العدالة غائبة ووو هم ليسوا اهل مروؤة ليعترفوا بالفضل و يقروا بالدنب و لا فرق بين ابن و امه او ابن و ابيه فكلاهم حامل لنفس الاحقاد و العقد

  • كاره الضلام
    السبت 30 يونيو 2018 - 18:44

    نحن لا نرى مثل هده المرثيات الا في المغرب، يستحيل ان ترى ادوارد سنودن يخرج امه لتبكي على مصير ابنها مثلا او حوليا اسانج او ام كارلوص بوجديمون المنفي رغم انه لم يخرب و لم يعنف شرطيا و لم يشعل النار في مساكن الشرطة و لم يدع الى العصيان المدني الخ الخ، فحينما يقول لنا استاد الوديع اننا جميعا لازلنا نتعلم الديمقراطكية فمقاله هدا يؤكد ديك لاننا لا زلنل في مرحلة ما قبل السياسية ،مرحلة استدرار العواطف و كان الدول جمعيات خيرية او هيئات احسان،هؤلاء الابطال النحارير الدين كانوا يزبدون و يرعدون على منصات الخطابة عليهم ان يخجلوا حينما يدعون امهاتهم للتسول و التوسل ،انت رجمت رجال الدولة فكيف تطلب اليوم حلمها و غفرانها؟هل الاوطان خلان نقسو عليهم ثم نعتدر بسهولة و يقبل اعتدارنا ببساطة بعد ان عرضناها للخطر؟ احدهم تخرج امه و الاخر زوجته و التاني اغتصب و تحرش و استعبد عشرات النساء فيكتب خطابا مؤثرا لابنه فتدمع عيون الانسانيين و يشفقثون على الطفل البريئ،و الغريب ان المرثيات هده لا تاتي الا ممن يدعون الى الديمقراطية و عدم الافلات من العقاب

  • MissouriSlaymen
    السبت 30 يونيو 2018 - 20:33

    المغاربة ذاكرتهم قوية …. ولن ينسوا أبد كيل الشتائم والنعوت التي نعتهم بها هؤلاء الانفصاليون … فقط من يريد الركوب على الموجة هم الذين تناسوا هذا وأقصد الأحزاب التي لم تعد أحزابا … اضف إليهم المتاجرون بحقوق الانسان والذين يخدمون أجندة أعداء الوطن وبعض المحامون الفاقدون للشعبية والمصداقية … لن ننسى أن هؤلاء رفعوا خرقة خلال احتجاجاتهم عوض رفع العلم الوطني …وكانوا يحرمون على الجميع رفع العلم الوطني ويعتبرون ذلك جريمة في عرفهم الانفصالي … وكم مرة ضايقوا وعنفوا كل من حاول ذلك وسط المظاهرات … لقد أطلقوا تسمية العياشة على المغاربة … لكن المغاربة الأحرار قالوا نعم إذا كان العياشة هم من يقولوا عاش الملك فنحن أكثر من عياشة … الحكم كان مخفف على هؤلاء الخونة … الذين أحرقوا سيارات رجال الأمن الذين هم مفخرة المغرب الذي يعيش الاستقرار، وحاربوهم بالحجارة وأحرقوا مساكنهم … لهذا فهم يسحقون أحكاما قاسية أكثر من هذا لجبر ضرر المغاربة أجمعين…

  • مراكشي
    الأحد 1 يوليوز 2018 - 03:40

    إلى كاره الظلام لاتحاول القيام بدور المتنور الحداثي الواقعي.التهميش والإجرام في حق الريف الذي تعرضت له المنطقة التي تملك إرثا كبيرا من الصمود و مقاومة المستعمر وأذنابه متعمد خصوصا منذ عهد المدعو يوسف العلوي الذي كان يناشد الفرنسيين والإسبان بالقضاء على ثورة الريف وزعيمها البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي.يوسف العلوي الذي رفع كأسه لعزة فرنسا وازدهارها بعد جرائم قصف الريف بالغازات السامة بمباركة من يوسف خلفت آلاف القتلى المدنيين وجريمة بيئية..تهميش وقمع الريف لم يحتاج يوما لسبب مثل حراك اجتماعي.فعداء المخزن للريف معروف وحقده يراه العقلاء أما المنبطحون فأعينهم لاترى سوى مظاهرة أو وقفة سلمية لكيل التهم الجاهزة المليئة بالحقد لإرضاء أسيادهم. لمعلوماتك فقط حب الوطن لايعني تقديس الحاكم.

  • عبده/ الرباط
    الأحد 1 يوليوز 2018 - 12:00

    و ما رايك يا سيدي الوديع في قلب الام/الأمة التي شُل ابنها الشرطي بعد رميه بحجر غادر من طرف محتج ريفي مسالم اصاب العمود الفقري للشرطي المسكين الذي كان يحافظ على الامن العام مثلما يقع في اعرق الديموقراطيات ؟؟؟؟ و ما رايك في قلب الام/الأمة التي شاهت ابنها الشرطي المسكين و النار مشتعلة في المسكن التي كان يأويه و زملاءه في امزورن بالريف ثم و هم يرمون بأنفسهم من علو شاهق خوفا من الاحتراق و الموت ؟؟؟ اما ما كانت تتفوه به تلك السيدة الممثلة الباكية في حق ملك البلاد و نعته بالظلم و غير ذلك كثير فيما قالت فهي أقوال يعاقب عليها القانون الجنائي المغربي و اسأل اهل القانون ان كنت لا تعرف ذلك !!

  • mnm
    الإثنين 2 يوليوز 2018 - 00:10

    عبده / الرباط

    بالنسبة لك شباب حراك الريف في جهة ورجال الامن في جهة مقابلة للتناحر لا يا اخي كلاهما في خندق واحد وكلاهما ابناء الشعب ولا سلطة لاحد منهما الفرق بينهما ان المحتجين ارغمتهم الظروف على الاحتجاج ورجال الامن في مهمة من عملهم الوظيفي وعلى اليوتوب فيديوهات توثق الاهالي يخرجون وجبات السحور لهم في الليل وفي الغد يتقبلون منهم المحاصرة ومنع التظاهر ويتفهمون ذلك ;نشرت هسبريس كاريكاتير مفاده فالنهار يتعاركون وفي الليل يتشاركون الطعام
    حسب منطقك على القضاء الحكم باكثر من 20سنة بل بالمؤبدعلى رجال الامن الذين تسببوا في وفاة عماد العتابي رحمه الله
    تمنيت لو كان كلامك صحيحا يعنى ان القضاء قلبه على رجال الامن واراد انصاف المتضررين منهم
    انشري من فضلك ياهسبريس

صوت وصورة
مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا
الخميس 18 أبريل 2024 - 16:06

مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا

صوت وصورة
الحكومة واستيراد أضاحي العيد
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:49 92

الحكومة واستيراد أضاحي العيد

صوت وصورة
بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:36 86

بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية

صوت وصورة
هلال يتصدى لكذب الجزائر
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:45 4

هلال يتصدى لكذب الجزائر

صوت وصورة
مع المخرج نبيل الحمري
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:17

مع المخرج نبيل الحمري

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17 3

عريضة من أجل نظافة الجديدة