الخمينية.. شذوذ في العقائد.. شذوذ في المواقف (4)

الخمينية.. شذوذ في العقائد.. شذوذ في المواقف (4)
الأحد 3 يناير 2010 - 01:29

موقف أحد ابرز منظري حركة الاخوان المسلمين من الثورة الخمينية..


الشيخ سعيد حوى يطلق النار على أفكار الخميني.. منذ عشرين عاما



الجزء الأخير



تحالفات استراتيجية مرفوضة



كان لا بد للتطلعات الخمينية من تحالفات تحقق بها مآربها ومطامعها ، ولقد أدركت دوائر كثيرة أن عليها أن ترعى التطلعات الخمينية وأن تتعاون معها لما يترتب على هذا التعاون من تحقيق مقاصد مشتركة سننَّبه عليها في الفقرات التالية .



ومن هنا وجدنا تحالفاً عجيباً بين إيران وليبيا ، وبين إيران وسوريا وأمل من جهة وإسرائيل من جهة أخرى ، ووجدنا تحالفاً بين إيران والغرب ، ووجدنا وفوداً من إيران تذهب إلى الاتحاد السوفياتي، قلت: الذي تحول إلى روسيا، بعد الانهيار المروع له وتفكك أوصاله، وهم من أشد الناس عداء للإسلام والمسلمين ، وهم الذين يذبحون المسلمين السنة في الشيشان والعالم كله يبارك ذلك لهم ، وأولهم هذه الدولة الرافضية الخبيثة ، وذلك لأن عدوهم المشترك واحد ، وهو أهل السنة والجماعة ليس إلا .



وكل ذلك يتناقض مع كل ما صرح به الخميني ابتداء ، وإنما جَرّه إلى هذا التناقض الذي أفقده مصداقيته تطلعاته للسيطرة على هذه الأمة الإسلامية ، ولو كان ذلك لحساب كل جهة معادية للإسلام والمسلمين.



تنميةُ الأمة الإسلامية وأموالهُا في خطر



لقد أصبحت أموالُ الأمة الإسلامية قبل انتصار الخميني كثيرةً تؤهلها للسيطرة الاقتصادية على العالم وتؤهلها لتطوير نفسها ، وكانت الأمة الإسلامية تتطلع إلى دول الخليج في تنميتها ، فأقدم الخميني على تهديد العراق الذي كان مقدمةً لحرب شاملة ، وبذلك فإن أموال دول الخليج ذهبت ضحية لهذه الحروب ، ففقدت الأمة الإسلامية بذلك قدراتها الاقتصادية وتنميتها .



وهكذا ساعد الخميني العالم غير الإسلامي في سلب الأمة الإسلامية أموالها وتطويرها إلى أمد بعيد ، لأنهم حتى في حالة انتهاء الحرب فإن العالم غير الإسلامي هو الذي سيعيد إعمار العراق وإيران ، وهكذا فإن الحكومات الكافرة هي التي ربحت في الحرب وفيما بعد الحرب ، وكل ذلك بسبب السياسات الخاطئة للخمينية الراغبة في السيطرة.



انتكاسُ الصحوة الإسلامية



لقد كان العالم الإسلامي قبل ظهور الخميني في طريقه إلى العودة إلى الإسلام ، وبدأت شعوب العالم تستمع إلى كلمة الإسلام الصافية ، فجاء التطبيقُ الخميني أسوأ مثل لنموذج تطبيقي للإسلام على أرض الإسلام ، وخاطب العالم بخطابٍ غير معقول ، ودعاهم إلى إسلام عجيب ( قلت: قد رأينا في مقالاتنا السابقة حقيقة دين ومعتقد الشيعة المبني على الإمامة والعصمة وادعاء علم الغيب في أئمة أهل البيت… وغير ذلك من العقائد الباطلة المارقة عن الاسلام وتعاليمه الربانية ) .



فكان لذلك آثارٌ على صحوة الشعوب الإسلامية ، وكان لذلك آثارٌ على استعداد غير المسلمين لسماع كلمة الحق ، فكانت الخمينية انتكاسةً للصحوة الإسلامية ، وكانت تحطيماً لتطلعات دعاة الإسلام إلى عالم جديد .



وهكذا وبعد أنْ كادت جهود المصلحين والمجددين أن تؤتي ثمارها ، هزّ الخميني فطرة الإنسان فأحدث بها اهتزازاً وارتباكاً ، لأنه خاطب هذه الفطرة بغير المعقول وبغير المقبول ، فجعل المذهبية مادة في دستوره ، وحرم الأقلية السنية في تطبيقه أبسط حقوق الإنسان ، فإذا عرفت أنَّ طهران كلها ليس فيها مسجد واحد لأهل السنة والجماعة ، عرفت مدى ما يمكن أن ينظر إليه العالم إلى ضيق الأفق في التطبيق الإسلامي ؛ الذي لا يعطي فرصة حتى للمخالفين في المذاهب أن يقيموا مساجدهم فما بالك بغير المسلمين ؟؟!!.



وإذا عرفت أنَّ الخمينية جددت عادة الصفويين في زجِّ من هم دون البلوغ في مقدمة الجيش المقاتل ، عرفت إلى أي حدٍّ لا تراعي الخمينيةُ الطفولةَ البريئة ،التي يعتبرها كلُّ إنسان أنها هي البقاء لجنس الإنسان.



وإذا عرت أنَّ الخمينية تسدُّ أذنيها عن كل نداءٍ للسلام مع تعادل القوى ، مجافية لقوله تعالى :{وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (61) سورة الأنفال.



إذا عرفت كل ذلك أدركت كم سينظر العالم بازدراء إلى تطبيق الإسلام ، هذا العالم الذي ذاق مرارة الحروب وأصبح عاشقاً للسَّلام .



التقيةُ والبندقيةُ



بعض الشيعة يستعملون التقية بأكثر من الحد الذي تجيزه شريعة الله عز وجل ، وكنا نتصور أنه بعد انتصار الخميني في إيران أن الشيعة قد تجاوزوا التقية ، ولكننا من خلال الواقع وجدناهم يستعملون التقية مع البندقية .



فهم – سواء في ذلك النظام الحاكم في سوريا أو حركة أمل أو إيران – يتعاونون مع إسرائيل سرّاً ويعطونها الذي تريد ويتظاهرون بخلاف ذلك ، وهم يحاربون حرباً طائفية في كل مكان ويتظاهرون بشعارات سوى ذلك ، وهم يتخيرون لخطاب شباب الإسلام عبارات وخطابات يلبسونها ثوب الخداع ويتسترون على حقيقتهم ويقدمون للناس في إيران زاداً ويقدمون لشباب الإسلام كلهم زاداً آخر .



كانوا بالأمس يستعملون التقية حماية لأنفسهم ، والآن يستعملون البندقية للسيطرة ، ويستعملون التقية لخداع الآخرين ، فيلبسون لكل حالة لبوسها ، ويتحالفون مع اليسار إذا رأوا ذلك يقربهم من أهدافهم ، ويدخلون في الأحزاب اليسارية ، ويعلنون شعاراتها التي تناقض مبادئهم، وهم يكتمون أهدافهم الحقيقية .



انظر إليهم في سوريا وتركيا وفي باكستان وأفغانستان وفي غيرها ، فإنك حيثُ ما رأيتهم – هنا وهناك – تجدهم يلبسون لباساً حزبياً في الظاهر ،ويكتمون مخططاتهم الخفية في الباطن حتى يصلوا إلى مرادهم .



فاجتمع لهم في بعض البلدان التقية والبندقية ، ولا زالوا في بعض البلدان يظهرون التقية ويبحثون معها عن البندقيةِ .


وقد آن لشباب الإسلام أن يدركوا خداع هؤلاء ، وأنْ يعرفوهم على حقيقتهم .



فهنالك عقيدة صحيحة واحدة هي عقيدة أهل السنة ، وهي التي ينبثق عنها كل خير ، أما هؤلاء فعقيدتهم زائفة ولا يُجتنَى من الشوك العنب ولا منَ الحسك تيناً ، فمنْ حسّن ظنه بالخمينية فقد وقع بالغلطة الكبرى وجنَى على نفسه في الدنيا والآخرى ، وجانب حذر المؤمن الذي لا يلدغ من جحر مرتين (أخرجه البيهقي في السنن الكبرى برقم(18488) والطحاوي في مشكل الآثار برقم(1259 ) وهو حديث صحيح).



هذه بعض مواقف الخمينية الشاذة ، ومن قبل ذكرنا بعض العقائد الشاذة ، وما الخمينية إلا تبنًّ لعقائد الشيعة الشاذة ،ولمواقفهم التاريخية الشاذة وإعطائها زخماً جديداً .


وساعدَ على وجودها هذا الزخم من تطلُّع شباب أهل السنة والجماعة وحنينهم لدولة الإسلام ، فخالوا السراب ماء، وظنوا الخمينية هي دولةُ الإسلام ، وبالخداع وقعوا وبالوهْم سقطوا ، وإنَّ حنينناً إلى دولة الإسلام لا يوقعنا في الكفرِ أو في الضلال .



ولا ينبغي أن تنطلي علينا الحيلة ، فمجتمع الخميني ليس ” مجتمع حقٍّ ” وهو أحد شعارات الحركة الإسلامية الحديثة ، وليس ” مجتمع حريةٍ ” وهو أحد شعارات الحركة الإسلامية الحديثة ، وليس ” مجتمع قوةٍ ” ، وأول القوة عندنا قوةُ الاعتقاد الصحيح ، والقوةُ إحدى شعارات الحركة الإسلامية الحديثة .



فيا شباب هذه الآمة تطلَّعوا إلى دولة الحقِّ والقوةِ والحريةِ ، ولا تخدعنَّكم الخمينيةُ فهي دولةُ الباطلِ والانحطاطِ والعبوديةِ ، وهي عودةٌ بالأمةِ الإسلامية إلى الوراء( يقصد رحمه الله، يقصد العبودية لغير الله تعالى ، فهم يعبدون مراجعهم الشيطانية من دون الله كما قال تعالى عن اليهود والنصارى – وهم شرٌّ منهما – {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (31) سورة التوبة ، وقال تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (5) سورة البينة ).



وكفى بالخميني فضيحةً صفقاتُ السِّلاح مع إسرائيل وتعاونِها الكامل معها ، فتلك علامةٌ أنه لنْ يخرج من إيران إلا الدمارُ والولاءُ لأعداء الله ( صفقات السلاح مع اسرائيل وأمريكا أزكت أنوف العالم في ثمانينيات القرن الماضي، فضيحة إيران كونترا، ولا يزال التعاون الفارسي الايراني مع امريكا واسرائيل في أفغانستان وبلاد الرافدين مشهودا ومفضوحا لا ينكره إلا متعصب جهول أعمى البصر والبصيرة ).



ولأمر ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة أنَّ الدجال يخرج من خراسان وأنه يخرج مع الدجال سبعون ألفاً (وفي صحيح ابن حبان برقم(6924 ) عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يتبع الدجال سبعون ألفا من يهود أصبهان ، عليهم الطيالسة » وهو حديث صحيح ) من يهود أصفهان عليهم الطيالسة (- الطيالسة : جمع طيلسان ، وهو ثوب يلبس على الكتف يحيط بالبدن ينسج للبس خال من التفصيل والخياطة )، ولهذا أيضاً أجمع مؤرخةُ التراث الإسلامي بأن خراسانَ عشُّ الباطنيةِ السوداءَ الحاقدةِ .



خاتمة



لقد ذكر عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ : لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ دَهْرِنَا وَأَحَدُنَا يُؤْتَى الإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ ، وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- فَيَتَعَلَّمُ حَلاَلَهَا ، وَحَرَامَهَا ، وَآمِرَهَا ، وَزَاجِرَهَا ، وَمَا يَنْبَغِى أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهَا. كَمَا تَعَلَّمُونَ أَنْتُمُ الْيَوْمَ الْقُرْآنَ ، ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ رِجَالاً يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ قَبْلَ الإِيمَانِ فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مَا يَدْرِى مَا آمِرُهُ وَلاَ زَاجِرُهُ وَلاَ مَا يَنْبَغِى أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهُ فَيَنْثُرُهُ نَثْرَ الدَّقَلِ. »أخرجه البيقهي في السنن (- سنن البيهقى برقم (5496) والمستدرك على الصحيحين للحاكم برقم(100 ) وهو صحيح



البرهة : الزمان الطويل = الدقل : الرديء اليابس من التمر والمراد أن القارئ يرمي بكلمات القرآن من غير رؤية وتأمل كما يتساقط الدقل من العذق إذا هُزَّ ).



وقد ذكر الله في سورة الفاتحة العقائد أولاً، ثم ثنَّى بالعبادة، ثم ذكر منهاج الحياة، مما يدلُّ على أن مناهج الحياة الصحيحة تكون أثراً عن عبادةٍ وعقيدةٍ صحيحةٍ ، ومن هاهنا فنحن نركز على العقيدة أولاً ، ثم على العبادة ثانياً ، ثم على منهاج الحياةٍ (ثالثا).



وينصُّ الحديث الصحيح عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفَرَّقَتِ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِى عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً » أخرجه أبو داود (برقم(4598 ) وهو صحيح مشهور ).



فنحن نبحث عن عقائدَ هذه الفرقة الناجية ونتمسك بها ، وعن عاداتها وقيمها وعن مناهج الحياة فيها فنسلكها ونتمسك فيها .



والخمينيةُ وعقائدُها غيرُ عقائدنا ،وعباداتُها غيرُ عباداتنا ، ومناهجُ حياتها غيرُ مناهج حياتنا ، لأنَّ الأصلَ عندهم هو أنْ يخالفونا ، فما بالُ أناسٍ في الفرقةِ الناجيةِ يفرُّون منَ الجنةِ إلى النارِ ويسلكون غيرَ سبيل المؤمنين ؟ ( ما أصدق هذا الكلام وأروعه ، ومع هذا لا زالت تنبت نبتتة الرويبضة من المتشيعين المتزندقين ويدافعون عن هؤلاء الصفويين الجدد، ويعتبرهم إخوانا لنا، ويدعون للوحدة معهم، وهم أصلا يخالفون الوحدة مع المسلمين في أصل العقيدة والدين، وما هي في الحقيقة إلا كالوحدة مع الشيطان قال الله تعالى: يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا/ سورة النساء: 120 ).



إنَّ بعض مَنْ نفترضُ عندهم الوعيَ غابَ عنهم الوعيُ، فلم يدركوا خطرَ الخمينية ( زعيم الشيعة الرافضة في هذا العصر، ومحيي الحقد الصفوي المجوسي في القرن العشرين )، وإنَّ بعضَ مَْن نفترضُ عندهمُ العلمَ قصَّروا عن إبرازِ خطر الخمينيةِ، فكادتْ بذلك تضيعُ هذه الأمة ، ولذلك فإننا نناشد أهلَ الوعي أنْ يفتحوا الأعينَ على خطر هذه الخمينية ، ونناشدُ أهل العلم أن يطلقوا أقلامهم وألسنتهم ضدَّ الخمينية .



لقد آنَ لهذا الطاعون أنْ ينحسرَ عن أرض الإِسلام ، وآنَ للغازي أن يكونَ مغزوًّا ، فالأمةُ الإِسلامية عليها أن تفتح إيران للعقائد الصافيةِ من جديدٍ ، كما يجبُ عليها أنْ تنهيَ تهديدها الخطير لهذه الأمة ، وليعلمَ أصحابُ الأقلام المأجورة والألسنةِ المسعورةِ -الذين لا يزالونَ يضللون الأمة بما يتكبونهُ، وبما يقولونه – أنَّ الله سيحاسبهم على ما ضلُّوا وأضلُّوا ، فليس لهم حجةٌ في أنْ ينصروا الخمينيةَ ، فنصرةُ الخمينيةِ خيانةٌ للهِ والرسولِ والمؤمنينِ (قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } (27) سورة الأنفال ).



، ألم يروا ما فعلته الخمينيةُ وحلفاؤها بأبناء الإِسلام حين تمكنوا ، ألم يعلموا بتحالفاتِ الخمينيةِ وأنصارِها مع كل عدوٍّ للإِسلامِ ، لقد آنْ لكلِّ منْ له أذنانِ للسمع أن يسمع ، ولكل من له عينان للإِبصار أن يبصر ، فمنْ لم يبصر ولم يسمع حتى الآن،فما الذي يبصره وما الذي يسمعه، فهؤلاء أنصارُ التتارِ والمغولِ وأنصارُ الصليبيين والاستعمار ، يظهرونَ منْ جديدٍ، و ينصرون كلَّ عدوٍّ للإِسلامِ والمسلمينَ ، وينفَِّذون بأيديهم كلَّ ما عجزَ عنه غيرُهم من أعداءِ الإسلام والمسلمين ، ألا فليسمعِ الناسُ وليبصروا ،ولاتَ ساعةَ مندمِ .



إنه لا يزال للعذر مكانٌ لمن أراد الاعتذار ، وسيأتي يومٌ لا يقبل فيه من أحد الاعتذار (قال تعالى : {يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} (52) سورة غافر )، فالساكتون عن الحقيقة لن يُعذروا (قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (159) سورة البقرة ) ، والناكبونَ عن الحقِّ لن يعذروا ، والذين ضلوا وأضلُّوا لن يعذروا ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن الله فيقول : ( منْ عادَى لي ولياً فقد آذنتُه بالحرب ) أخرجه البخاري برقم (6502 ).



وهؤلاء الخمينيون يعادون أولياءَ الله من الصحابةِ فمَنْ دونهم، فكيف يواليهم مسلمٌ (قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} (13) سورة الممتحنة ، وقال تعالى : {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (55) سورة المائدة )، وكيف تنطلي عليه خدعتهم وكيف يركنُ إليهم ،والله تعالى يقول : {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} (113) سورة هود.



وهؤلاءِ الخمينيونَ ظالمونَ، ومن بعضِ ظلمهم أنهم يظلمون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما (وفي مسند أحمد برقم(846) عَنْ وَهْبٍ السُّوَائِىِّ قَالَ خَطَبَنَا عَلِىٌّ فَقَالَ مَنْ خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا فَقُلْتُ أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ لاَ خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ وَمَا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ. ووروي مثله من طرق كثيرة وهو متواتر)، فكيف يواليهم مسلم والله تعالى يقول : {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (129) سورة الأنعام ، إنه لا يواليهم إلا ظالمٌ ، ومنْ يرضى أنْ يكون ظالماً لأبي بكر وعمر وعثمان وأبي عبيدة وطلحة والزبير ؟ ومن يرضَى أن يكون في الصفِّ المقابل للصحابة وأئمة الاجتهاد من هذه الأمة ؟ ومن يرضَى أن يكون أداةً بيد الذين يستحلُّون دماء المسلمين وأموالهم ؟.



ألا يرى الناس أنه مع أنَّ ثلثَ أهل إيران من السنة لا يوجد وزيرٌّ سنيٌّ ؟ ( قلت ورغم ذلك نجد في الدول العربية وخاصة الخليجية منها من يسمح باتسوازر شخصيات شيعية رافضية، وتالله لن تكوننتيجةاستوزار الشيعة في البلاد السنية إلا كنتيجة استوزار ابن العلقمي على الخلافة العباسية أيم هجوم المغول على عاصمة الرشيد ). ألا يرى الناسُ ماذا يُفعلُ بأهل السنة في لبنان سواء في ذلك اللبنانيون أو الفلسطينيون ؟ ( انظرللتفصيل: كتاب أمل والمخيمات الفلسطينية ) ألا يرى الناس ماذا يفعل حليف إيران بالإِسلام والمسلمينِ ؟( قلت: وما فعله ويفعله الشيعة الموالين لإيران وللأمريكان في العراق بأهل السنة المستضعفين، سواء على يد مليشيات الموت الشيعية، بزعامة مقتدى الصدر، وما فعلته حكومة إبراهيم الجعفري و حكومة المالكي لن ينساه التاريخ العراقي والعربي الحديث ) أليست هذه الأمور كافية للتبصير ؟ وهل بعد ذلك عذر لمخدوع ؟ ألا إنه قد حكم المخدوعون على أنفسهم أنهم أعداء لهذه الأمة، وأنهم أعداء لشعوبهم وأوطانهم ،وأنهم يتآمرون على مستقبل أتباعهم فهل هم تائبون ؟.



اللهم إني أبرأ إليك من الخميني والخمينية، ومن كل من والاهم وأيدهم وحالفاهم وتحالف معهم، اللهم آمين.



وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

‫تعليقات الزوار

6
  • محمد يونسي
    الأحد 3 يناير 2010 - 01:35

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (أرجو نشر التدخل وبارك فيكم)
    بارك الله في الكاتب الذي فضح حقيقة الخمينية وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن بين يدي الساعة ثلاثون دجالال) ولا شك أن هذا منهم أما عن سياستهم فأقول مذا قدمت إيران للقضية الفلسطينية غير توظيفها للضغط لصالحها حفاظا على مصالحها؟؟؟ والإخوة الفلسطينيون يعرفون ويدركون ذلك جيدا!!
    وماذا قدمت للعراق غير الانتقام من شعبه والعمل على تقسيمه وإذكاء نار الطائفية والارهاب فيه؟؟؟
    وفي المقابل هي التي قدمت جميع التسهيلات للأمريكان (الشيطان الأكبر) لدخول أفغانستان وهذا ما أكده محمد أبطحي المستشار السابق لخاتمي واللا ئحة طويلة…
    وفي المقابل أيضا تريد أن تصدر لنا ما تسميه الثورة (الفتنة) في الدول الاسلامية عبر نشر الشبهات والتطاحنات القديمة ، فهي التي تحيي هذه النعرات وهي المسؤولة عن ذلك ولقد صبر كثيرا الشيخ القرضاوي…وهو الداعي إلى التقارب!!!! فاكتشف ألا تقارب وكتب رسالته الشهيرة السنة الماضية يحمل الدولة الصفوية مسؤولية تقسيم الأمة!!!وحينئذ اكتشف مجددا زيف غدعاءاتهم حين لم يجد شيعيا واحدا من علمائهم يناصره فسكت وأخذ بنصيحة الشافعي(هم أكذب الناس )
    وهذه أفعالهم على مدى التاريخ اللعب على جراح المسلمين واستغلال ضعفهم

  • أبو ذر المغربي
    الأحد 3 يناير 2010 - 01:33

    يقول تعالى “ذلك مبْلغهم من العلم”
    يبدو أن العلوش لا يفقه إلا في إشاعة و نفث السموم بين المسلمين الشيعة و المسلمين السنة ! فانظر يا هذا إلى الأستاذ محمد بنيعيش مثلا، كيف يكتب و على أي إشكالات.
    لدي أسئلة محايدة و بريئة :
    1. أنت يا علوش تكتب على “الخمينية” طبعا، فلما في 1989 عند قضية سلمان رشدي الذي كتب “آيات شيطانية” كان الخميني وحده الذي إحتج و أصدر فتواه المعروفة. أين كنت حينئد يا علوش أنت و من درّسك هذه الآيات العلوشية !؟
    2. ما غايتك من شيْطنة أفكار و مواقف الخميني ؟ أليس الخميني هو من ثار على الشاة أو شاه إيران ؟ و عند قيام جمهوريته أسقطت سفارة أمريكا لكي تصير سفارة لفلسطين المحتلة في 79.
    على أيّ، لا أرجو منك الإستسماح لما يرد مني من تعابير، فلست أقرأ آياتك العلوشية أصلا !
    أبو ذر المغربي

  • أبو ذر المغربي
    الأحد 3 يناير 2010 - 01:39

    تقول “إذا كان في الشيعة معتدلون، أين أجدهم ؟ وما هي
    مراجعهم؟”. جيّد أنت إنسان علمي.
    القرآن الكريم كلام الله تولاه سبحانه و تعالى بحفظه “إنا نزلنا الذكر و إنا له لحافظون” و ما دونه يجب التحقق منه، هذا هو مرجع المسلمين الشيعة و السنة.
    أما أين تجدهم ؟ ماذا ستفعل أو يفعلون بسيادتك أصلا !!
    عفوا، يمكنك أن تنظر إلى سيد حسن نصر الله مثلا، ثم اسأل نفسك ـ إن شئت ـ لماذا ذهب الزعيم هنيّة (حماس) إلى إيران و صلى معهم في صف واحد ؟ يمكنك أن تنظر ذلك في اليوتوب.
    ملاحظة : بعض الأعراب يدعوننا لكتابة مقال و إيراد المراجع فيه. نقول لهم نحن قوم آمنوا بالغيب فأغلقوا بابه، يعني لا نزيد في الغيب شيئا ! و فيما يخص ما يجري فنحن ننظر و نسمع و نرى الآن الحقائق، لا داعي إلى العودة لــــ قال قيل قالوا …
    نحن عشنا في هذه الدنيا من 79 إلى 1432 فرأينا أن الخميني هو الوحيد الذي أفتى في سلمان رشدي و إيران التي فتحت سفارة لفلسطين.
    أبو ذر المغربي

  • bilal
    الأحد 3 يناير 2010 - 01:37

    أشكرك يا أخي المغربي على ردك وحرصك على بيان”الحقيقة”.
    إذا أخذنا الجانب الظاهر للتشيع- كما فهمته-قد أتفق معك جزئيا،ولكن الحقيقة لا تتجلى في موقف ما أو فتوى على ورق،فإذاأوغلنا في هذا ” المذهب” فسنجد أن الشيعة آذوا أإمتهم المعصومين ،وفي الشدائد تركوهم ليواجهوا مصيرهم،ومن لم يقل بمعتقداتهم يعتبر كافرا.
    اسأل نفسك يا أخي إذا كان هؤلاء الشيعة تأخذهم الحميةو الغيرة على الإسلام فلماذا يعتبرون كل مسلم مخالف لمذهبهم أولاد بغايا؟ ولماذا يقولون بأن كربلاء أفضل من الكعبة؟ والصحابة كلهم ارتدوا إلا ثلاثا.هذامايوجود في مصادرهم.
    ألا يوجد فيهم رجل رشيد يفند هذه الأباطيل ويصدر فتوى تقضي بوقف لعن أمك وأمي؟

  • الدكتور سامي
    الأحد 3 يناير 2010 - 01:41

    إلى المسمى ruvio
    أتحداك وأتحداك أن تعطينا السند الصحيح والمرجع الذي أخذت منه ماقلته في حق سيف الله المسلول *******-خالد ابن الوليد-سيف الله المسلول-أتعلم ماذا فعل ب مالك بن نويرة؟أتعلم ماذا صنع بزوجة مالك في ذات الليلة؟ فابحث ,ولا تصدم,فقد صدمت مثل الكثريين,فبحثتُ ثم بحثتُ.فوجدت ماوجدت.
    ****************************
    ما أنت إلا وضاع تكذب على الصحابة الكرام!!!!!!!

  • selemda
    الأحد 3 يناير 2010 - 01:31

    اذا كانت موقف الشيعه جيدة ضد الصهاينة فنحن نعترف لهم بذلك
    و لكن لا نحبهم
    لان عقائدهم فاسدة كيف نحب من يسب ابوبكر و عمر وعائشة وحفصة فحتى لو حرروا فلسطين و هذه عقيدتهم فلن نحبهم
    فهم يسبون و يلعنون الصحابة و زوجات الرسول

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 2

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج