التشكيلي الإدريسي يراهن على الحس الفني أمام قسوة الواقع الإنساني

التشكيلي الإدريسي يراهن على الحس الفني أمام قسوة الواقع الإنساني
و.م.ع
الأحد 27 دجنبر 2020 - 03:00

بطنجة، تحوم أطياف الفنان التشكيلي المغربي المنصوري الإدريسي في جوّ من الأمل، بعدما رُسمت في قلب الجائحة الراهنة، دون أن تستسلم ألوانها لليأس وعوالمه القاتمة.

وفي معرض جديد بشمال المملكة، تحضر لوحات محمد المنصوري الإدريسي برواق دار الفن، إلى حدود 18 من شهر يناير المقبل.

وفي هذه الأعمال الجديدة، يراهن المنصوري الإدريسي على الفنِّ الرؤيةِ ناظرا إلى الأفق المشرق في ما بعد الأزمة الراهنة، رغم الظروف الاستثنائية التي دفعته، والنّاسَ، إلى الابتعاد عن أقربينَ وتوديع آخرين.

ومع أنّ عنوان المعرض يمتح من معجم الأحلام، إلا أنّ الفنان يفضّل وضع أعماله تحت يافطة “رؤى”؛ لأنّ هذه الأخيرة تتحقّق، بينما بعض الأحلام تجمع وتبقى أخرى مجرّد أضغاث.

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية يصدّق المنصوري الإدريسي ما تنطق به أعماله من بهجة وأمل، قائلا إنّه يراهن على خلق جوّ من البهجة والسّرور.

ورغم يسر إمكان تمييز أعمال المنصوري الإدريسي، ووفاء لوحات هذا المعرض للهوية البصريّة لمنجزه التشكيليّ، إلا أنّ هذا الأخير يشير إلى تغيير طال تقنية رسمه، دون أن يمسّ باختياراته الجماليّة.

ويستمرُّ في هذه الأعمال الجديدة الاختيار الفني للمنصوري الإدريسي بالابتعاد عن ألوان مثل الأسود والرّماديّ، ولو أنّ أطيافه تحضر فيها بشكل أقلّ.

هذا الغياب النّسبيّ محاولة مُعلَنَة للفنّان لأخذ النّاظر في رحلة أقرب إلى الأملِ ممكنِ التّحقّق، وأبعد، شيئا ما، من عوالم الخيال المطلق، المستلهمة من واقع الفنان ومعيشِه في أعمال سابقة.

ومع مستجدّات المعيش الإنسانيّ في هذه السنة التي دخلت التاريخ مرّات ولو لَم ترحل بعد، يقول المنصوري إنّه حاول ربط علاقة جديدة مع الطبيعة بمعناها الشامل، مع استمرار في سبر أغوار قلقه الوجودي حول سرّ الحياة.

ويضيف التشكيلي ذاته أنّ سكون أعماله الجديدة مِن سكون عالَم اليوم، وهو ما ينبّه معه إلى الحضور القليل نسبيّا للأطياف التي ارتبطت في الأوقات العادية باليومي، والأحباب والأصدقاء؛ وهو ما قاد إلى استثمار أكبر للّون، والتكوين التقني للوحات، في “مشروع تشكيلي جديد”، تأثّر بواقع الوباء العالَميّ، دون أن يمسّ ذلك رهانَ محمد المنصوري على الأمل، وعمله على جعل الانتقال بين لوحاته لحظة من لحظات الراحة الوجودية، والبهجة التي تجابه جوانب القسوة في المعيش الإنسانيّ.

‫تعليقات الزوار

1
  • بلي محمد من المملكة المغربية
    الإثنين 28 دجنبر 2020 - 12:25

    بعض الحروف ادا سمح لنا المنبر شكرا هل التشكيل تكفي فيه كلمة واحدة وانتهى لامر لاوالله ولوكتب عنه مجلدا ضخما مااستوفى حقه عالمه اوسع من الخيال ابدع فيه الرجل المتميز عن غيره وكدالك المرأة المتميزة فالالوان لم توضع بدون معنى فالتشكيل دكي فقد يعطي للوردة اكثر من صورة وكدالك الشجرة و النخلة و الحصن و الشمس والقمر وهناك الكثير ورغم المحنة التي تعيشها المملكة التشكيل مبثسم الوجه غير عبوس يرسم داخل محرابه صوره بنشاط كبير ينسي بها عاشقه همومه فاتحية للفنان التشكيلي والحمد لله المملكة غير غافلة عن الفنان الدي يعمل ويدافع عنها بالكلمة والصورة كدالك حيت كان

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة