عمر بروكسي: "الحلوى الملكية " نموذج لتبخيس المؤسسة البرلمانية

عمر بروكسي: "الحلوى الملكية " نموذج لتبخيس المؤسسة البرلمانية
الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 05:00

قال الدكتور عمر بروكسي، أستاذ القانون الدستوري، في مداخلة له في ندوة علمية احتضنتها كلية الحقوق بسطات تحت عنوان “التجربة البرلمانية بالمغرب بين واقع الممارسة وتحديات المرحلة”، إن تبخيس العمل البرلماني يتجلى في مجموعة من الصور والتمثلات والنماذج كقضية “حلوى البرلمان”، مضيفا أن الدولة تلعب في ذلك دورا كبيرا.

وأوضح بروكسي أن التبخيس لا يقتصر على البرلمان فقط، بل يتعدّاه إلى الأحزاب السياسية، بعدما أصبح المواطن يحس بأن “الأحزاب السياسية كلها مامزيناش”، وانتقلت هذه الظاهرة “السوسيو-سياسية”، المتمثلة في التبخيس، إلى الحكومة أيضا.

وأكّد عمر بروكسي أهمية المؤسسة البرلمانية، وتناول ذلك من خلال الحركية الدستورية في المغرب منذ 1962 إلى 2011، مشيرا إلى دراسات عدّة أجمعت على أن البرلمان كان في قلب حركية التحولات والتغييرات الدستورية لأسباب سياسية عن طريق التركيز على المؤسسة البرلمانية في أي تغيير مع الحفاظ على الملكية.

وأوضح بروكسي أن الوثيقة الدستورية لسنة 2011 لا تعتبر مراجعة، بل دستورا جديدا، بالنظر إلى التغييرات السياسية المهمة، واعتبار البرلمان في قلب تلك التغييرات. واستشهد على ذلك بميادين التشريع التي انتقلت من تسعة إلى ثلاثين ميدانا، وأكّد في الوقت نفسه أهمية الفصول التي تتضمّن دور المعارضة البرلمانية في ممارسة جميع حقوقها.

من جانبه، قال الدكتور محمد مدني، أستاذ بكلية الحقوق أكدال بالرباط، إن هناك تراكما في العلوم السياسية بعنوان الدراسات التشريعية، التي ظهرت منذ 50 سنة مضت، فأصبحت فرعا من فروع علم السياسة، حيث إن عددا من جمعيات العلوم السياسية في العالم تحتوي على أقسام خاصة بتلك الدراسات التشريعية، مثل الجمعية الأمريكية والبريطانية والجمعية الدولية للعلوم السياسية، إضافة إلى جرائد أكاديمية عدّة متخصصة في هذا النوع من الدراسات.

وعلل المتحدث أهمية الدراسات التشريعية بوجود تقاليد بحثية حول البرلمان تعتبر أنه ليس هناك جدوى من دراسة البرلمان في الأنظمة السياسية بشكل عام، وليس فقط في المغرب، التي حاولت إعادة النظر في مقولة قديمة تحت يافطة “انحطاط البرلمان”، ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على يد عدد من المفكرين الذين اعتبروا أنه لا تأثير للبرلمان على الحياة السياسية، مستغربا بروز الأحزاب السياسية بشكل ملفت؛ الشيء الذي أضعف البرلمان، وأدى إلى انتشار هذا التحليل ليجد صدى عند أعداء الديمقراطية الليبرالية التي تعتبر أن المؤسسة البرلمانية لا أهمية ترجى منها، ومن ثمّ لا فائدة في التفكير فيها.

وأصبحت “أطروحة الانحطاط”، في نظر الدكتور مدني، تعتمد على حجج أخرى كتوسع الدولة الراعية، وانتشار الهيئة التنفيذية ودورها، وهو ما أضعف البرلمانات، ومنها البرلمان المغربي، حيث جرى الاهتمام بالعلاقات التي تتم بين البرلمانيين ومجموعة المصالح، واعتبر أن البرلمان ضعيف، شأنه شأن المنتخبين، أمام الديمقراطيات التي تتوفر على المعلومات والخبرة.

وعرج الأستاذ الجامعي على الدراسات التي خلقت تراكم المقارنات على المستوى الدولي بالنسبة للعمل الذي يعتمد الرياضيات ويسمح بهذا النوع من المقارنات، بالإضافة إلى المنحى السوسيولوجي الذي ينظر إلى البرلمانيين كفاعلين اجتماعيين وإلى المؤسسات كإنتاجات اجتماعية، مشيرا إلى فائدة هذا التطور بالنظر إلى تأثير هذه التصورات على العمل البرلماني، مقرّا بوجود النزعة المعادية للبرلمان، سواء في الأنظمة الديمقراطية أو الأنظمة السلطوية.

‫تعليقات الزوار

18
  • مواطن2
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 05:24

    لما يتقدم اي شخص لاجتياز مباراة قصد التوظيف في ميدان معين تفرض عليه عدة شروط اهمها = الشواهد العلمية = التي تدل على مستواه العلمي وبعد ذلك شرط معدل معين ووثائق اخرى …ثم الامتحان الكتابي والشفوي..وقد لا يساعده الحظ لينتظر فرصة اخرى ربما لمدة سنين…مدخل اردت من خلاله ان اقارن بين شروط ولوج وظيفة قد تكون بسيطة…وولوج قبة البرلمان الذي يعد اعلى سلطة …بعد الملك….لا يصح ولوج قبة البرلمان بدون شرط المستو العلمي والثقافي….ومستوى البلاد رهين بمستوى برلمانها ومسؤوليها…ولا يمكن باي حال من الاحوال ان يتراس شخص بدون شواهد علمية قيادة سفينة او طائرة ..ومن المعلوم ان البرلمان جزء من طاقم قيادة دولة يعد سكانها بالملايين…لابد من التغيير والتغيير يستحيل ان يكون بدون علم وثقافة…وما يشاهد من احداث مؤسفة لهو اكبر دليل على ان الامور تسير في الاتجاه الغير الصحيح..هكذا ارى والله اعلم.

  • مدوخ
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 05:49

    مع كل احترامي للاستاذين الجليلين لو كان البرلمانيون الاحزاب والحكومة في المستوى المطلوب لما تجرأت الدولة على تبخيسهم وجعلهم منادل ورقية تستعمل و ترمى في الزبالة

  • Yosf
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 06:56

    لا احتاج الى جامعة مثل جامعتكم، او إستاد مثل استادكم، كي أتعرف على واقعنا.
    الوطن الحبيب ليس فقط متخلف بقرون، وهذا يبدو في اَي صغيرة وكبيرة، البرلمان و المحاكم و الحكومة والتعليم والصحة والعمل والمعاملةوالحرف وكل شيئ، الوطن الحبيب كما قلت ليس فقط متخلف بل مسلوب الحق ملعوب به و مقصي ومسروق ومزور الهوية ما جعله يصاب بأخطر الأمراض العضوية والنفسية المؤدية اما الى الانتحار او القتل.
    ليست لدي اَي فكرة او بالأحرى معجزة لإنقاذ الوطن، ولكن سأظل وفيا ومحبا لأرضي كما هي امازيغية ولي الثقة في قوة شخصيتها، التي هي الأمل الوحيد كي تسترجع عافيتها.

  • عملة الزمان
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 07:09

    لست هنا للدفاع عن البرلمانيين ولست ممن يتملقون لهم ولا أنتظر منهم أي خير و قبل كل شيئ لست ممن صوت لهم لأني لست من المصوتين أصلا بل مقاطعون ولكن و من باب قولة "لست بالخب ولا الخب يخدعوني" فالحديث عن الحلوة ليس المراد منه فضح هؤلاء المفضوحين أصلا و لكنه خدمة الأجندة المخزن. فكيف ذالك اولا تسويق لضرب البرلمانيين ومكانة البرلمان نفسه ومن تم يصبح عادي ومقبول حل البرلمان بشكل عادي واسقاط هذه الحكومة (المهزلة او كلينكس بعد مسح اخطاء عشر سنوات الأخيرة في حزب الممياء الصامتة . وقبله فقد سبق هذه المرحلة مرحلة النقد اللاذع والمباشر من الملك ( ولماذا الملك : حتى لا تكون أي ردة فعل وحالة دفاع عن النفس قد تقلب أوراق المخزن بل اعتراف خنوع تامين ) وفي مرحلة ثالثة الدعوة لملتمس رقابة تظهر بوادره في تصويت بعض الأغلبية لصالح بنشماس . والسؤال الجوهري لماذا لم يخرج البرلمان ليدافع عن نفسه ولكن اريد له ما بدءنا الحديث عنه اي نقد الحكومة ثم استصغار المؤسسة التشريعية و تيئيس الناس خاصة الشباب في السياسة ثم حل البرلمان والدعوة لانتخابات سابقة لأوانها. والسلام
    عملة الزمان

  • المتتبع
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 07:31

    ليست الحلوى الملكية هي التي بخست المؤسسة البرلمانية ولكن البرلمانيين هم الذين بخسوا انفسهم بالتهافت على الحلوى وكان هذه هي المن والسلوى التي انزلها الله تعالى على بني اسراييل فهي لا تعدو ان تكون حلوى مكونة من نفس المكونات الموجودة في المتاجر المغربية ولكن انعدام حمرة الخجل للبرلمانيين بالتهافت عليها هو الذي بخسهم وبخس المؤسسة البرلمانية فالبرلماني الذي تهافت على الحلوى كيفما كان انتماؤه احط مت قيمة العمل البرلماني وابان حقا ان ما قام به هو صبياني

  • اللانتو دو هايبوش ..كونيتو
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 07:49

    دهبت فجاءة الى الفندق الفوسفاطي المشهور باسفي لبعض الاغراض فوجدت الاعضاء المحليين للمركزيات الثلات يشربون الشاي والقهوة وكعب لغزال كما انهم هم الاولون في الرحلات ومحلات التخييم والحج. التي اشتغلنا مدة 33سنة ولم نصل اليها. وكلهم…اي المركزيات.. سمن على عسل.هدا مايجري في مدينة بعيدة عن المركز.اما ما يجري في البرلمان والمستشارين والاحزاب.فهو على المكشوف.

  • Abou majd
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 08:17

    البرلمان المغربي يساوي حلقات جامع الفنا للفرجة لنا والاسترزاق والكسب وما شابه للبرلمانيين أما الشان العام فله اهله ولا علاقة للبرلمان به سوى من باب الماكياج حيث يلعب البرلمانيون دور النكافة في العرس لزف قرارات اهل الحل والعقد في زيي مشبوه وسط الزغاريد والجوقة

  • فضح لشخصية برلمانيين
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 08:32

    "الحلوى الملكية " فضحت شخصية بعض البرلمانيين.

    فإذا كان بعض البرلمانيين "يسرقون" الحلوى فإنه من السهل لديهم القيام بأشياء

    أخرى.

  • التازي
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 08:45

    انا اقول ان جل المؤسسات الحكومية اصبحت تحت المجهر اكثر من اي وقت كان نضرا للرداءة المردودية الشيء الدي نلمسه في القوانين التي اصبحت كصواريخ جو ارض تضرب مصلحة الوطن والمواطن .الشيء الدي لم يعد مصتصاغا من طرف الشعب المغربي الدي ما لفت يحتج ويندد يجدب مقابل اذان صماء من الفريق المسير.الى متى سيستمر الوضع هكدا¿هل سيتدخل القصر اخيرا¿الا يزال في جعبة المغاربة صبر على حكومة مشلولة¿
    ابقو معنا للاجابة على كل هذا واكثر في فرصة لاحقة.

  • مصطفى الماتريدي
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 08:50

    ينطلق المجتمع معناه يسير في إتجاه. بالجملة الدول تعيش من أجل العلم والحرية أما بوصلة الحكم عندنا تنطلق وتتجه نحو الفساد بمعنى الكل يبحث عن لقمة المال الوفير

  • مكلخ مغربي قح
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 10:11

    ملي سرقوا الحلوى الملكية وتتلذوا بها فهذا ما يدفعهم إلى التهافت على كل الامتيازات وبمباركة من جهات وصية. اصبح الكل بالواضح. انه الضحك على الذقون واستحمار الفءات المطحونة المغلوبة على امرها. انزفوا كيف شءتم حتى لاتتركوا ولو الفتات. ادا لم تستحيوا فافعلوا ما شءتم.

  • benha lahcen
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 10:17

    في نظري ان ثقافة المجتمع تلعب دورا هاما في الرفع من اداء موءسسات الدولة فكل ما كانت ثقافة المجتمع راقية وذاة مستوى مرتفع كلما ارتفع اداء الموءسسات ، وكلما كانت منحطة ضحلة ورديءة كلما انعكس ذلك على دوالب الدولة . وما نلاحظه عندنا هو اضمحلال المستوى الثقافي وكذلكالوعي فهو ضعيف ، اذ لازال كثير منا لا يدرك كنه الاشياء ولا يعرف الامور الضارة من الصالحة ، ما هي الامور التي يمكن ان توءدي الى النماء وما هي التي توءدي الى عكس ذلك ، فليست لنا بعد قدرة التمييز ، وهذا يعود الى ضعف قي الثقافة والى انتشار ثقافة هدامة ، فعوض ان نساهم في نماء البلاد تجدنا نساهم في تخريبها ، وضعف الثقافة هذا يعود الى الجهل والامية والى ضعف في التعلم والى عدم الاطلاع الذي يوءدي الى ضعف الافق . وكذلك الى ضعف في التربية داخل الاسرة لكونها لاتمتلك لاثقافة جيدة ولا اساليب التربية النافعة ، لهذا علينا نشر ثقافة بناءة كفيلةببناء مستقبل زاهر ومحاربة كل ثقافةهدامة ومسيءة لنا من قبيل تشجيع الفسادوالتحايل والغش و……

  • hamid
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 11:16

    و حقيقة الأمر أن المواطن المغربي لا بعطي أي قيمة لمثل هذه التحليلات الدكتورانية و يمكن أن تكون هذه فرصة للقيام بندوة و الحديث عن تبخيس التحليلات العظمى و شكرا

  • Simmo
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 11:37

    الحلوى الملكية فقط سياسة ومسرحية للتضليل عن الاشياء المهمة .الحلوى للبرلماني . والثروات لمن. ؟

  • khalid
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 12:55

    إلى صاحب التعليق رقم 1
    بالله عليك، ما رأيك في الحبيب المالكي، صاحب الشهادات وهو متملق للنضام
    ضرب عرض الحائط كل مبادئ الديموقراطية عندما أصبح رئيسا البرلمان
    الشواهد لا تعني الصدق والامانة،

  • الرباطية
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 15:31

    اتفق كليا مع تحليل عملة الزمان، تبخيس البرلمان يصب في صالح المخزن بحيث يعطيه قليلا من "الحلوى" و يستغله في تمرير القرارات المصيرية ثم يمسح فيه الأخطاء و يطرده شر طردة و لن يدافع اي واحد عن هذا الجهاز الذي هو في الأصل جاء لتمثيل "الشعب" في اتخاد القرارات المهمة

  • Hicham khouribga
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 17:20

    المؤسسة منعدمة الظمير تمرر القرارات الجاءرة ظد المواطن ومن بعد البلا بلا بلا بدون جدى من جهتى لن اشارك في اي استحقاق برلماني …والساعة المشؤومة خير دليل

  • LE MONTAGNARD
    الثلاثاء 13 نونبر 2018 - 20:08

    MESSAGE A MR LE CHEF DU GOUVRENEMENT
    A MR LE CHEF DU PARLEMENT
    A MR LE CHEF DE LA 2 EME CHAMBRE

    PRIERE POUR ECONOMISER LES FAUX FRAIS IL FAUT ANNULER LES RECEPTIONS GRATUITES EN FAVEUR DES MAROCAINS
    IL FAUT LIMITER LES RECEPTIONS AUX SEULS ETRANGERS QUI VISITENT LE MAROC

    LES PARLEMENTAIRES TOUCHENT TOUCHENT TROP D INDEMINITES C EST MALHEUREUX
    QU ILS BENEFICIENT DES RECEPTIONS GRATUITES

    AU LIEU QUE MR LE CHEF DU GOUVERNEMENT DEMANDENT AUX RICHES D AIDER LES PAUVRES IL DEVRAIT FAIRE SON TRAVAIL CONVENABLEMENT AFIN DE LIMITER LES DEPENSES ET SUPPRIMER LES FAUX FRAIS DANS TOUTES LES ADMINISTRATIONS PUBLIQUES A TRAVERS LEMAROC

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة