بين "ميسي والسيغار" .. السلطات لا تخيف مروّجي مفرقعات عاشوراء

بين "ميسي والسيغار" .. السلطات لا تخيف مروّجي مفرقعات عاشوراء
الأربعاء 19 شتنبر 2018 - 23:00

في “درب عمر”، بمدينة الدار البيضاء، كل شيء مباح تزامنا مع احتفالات عاشوراء. المفرقعات بأنواعها تغزو السوق والسلطات لا تحرك ساكنا، فيما يكتفي الأمن بتنظيم عملية السير والجولان!

متفجرات مباحة بدرب عمر

منذ ظهر اليوم الأربعاء بدا “درب عمر”، السوق التجاري الكبير بالدار البيضاء، مكتظا عن آخره. حركة السير متوقفة تماما، والسيارات تستغرق أزيد من عشرين دقيقة لقطع مسافة لا تفوق ألف متر.

مجموعة من المراهقين يحملون أنواعا مختلفة من المفرقعات، يحتلون الشارع الرئيسي غير آبهين بالسيارات والشاحنات. لا صوت يعلو على صوتهم، ولا يهابون الأمن أو غيره؛ كل ما يهمهم بيع “القنبول” للزبائن.

قادتنا جولة إلى درب عمر، بدا الأمر وكأننا في بلد آخر غير المغرب الذي سنت حكومته، مؤخرا، قانونا خاصا بالمتفجرات والشهب الاصطناعية.

مع اقتراب المساء، حيث تعرف مختلف المناطق احتفالات عن طريق إضرام النيران وإطلاق الشهب من طرف الأطفال والشباب، بدأ درب عمر يعرف تزايد عدد الوافدين عليه بحثا عن المتفجرات.

هنا في هذا المكان، كل أنواع المتفجرات مباحة، “داعش” و”ميسي” و”الوردة”، و”السيغار”، ثم “النحلة”، وهي آخر الصيحات في هذا المجال.

يقوم هؤلاء، كما وثقت ذلك جريدة هسبريس الإلكترونية، باعتراض المارة وسؤالهم عن نوع “القنبول” الذي يرغبون فيه. يقول أحدهم لهسبريس: “كلشي كاين، ولي بغيتيها نحضروها ليك دابا، كاين داعش والإرهاب والنحلة، ولي حتاجيتيها موجودة”.

النساء هن الأخريات لم يفوتن الفرصة دون اقتناء “القنبول” لأطفالهن. إحدى السيدات أبت إلا أن تتفاوض مع بائع لهذه المتفجرات حول سعرها، بل أكثر من ذلك، فقد بدت السيدة عارفة بأنواعها، ولم تجد ضالتها لدى البائع المراهق!

“القنبول” يوفر مداخيل مهمة

بعد محاولات حثيثة، تمكنا من الحديث مع بعض هؤلاء الشباب والمراهقين الذين يروجون هذه المتفجرات بـ”العلالي” وعلى مرأى ومسمع من العناصر الأمنية.

“كل أنواع المتفجرات متوفرة بالسوق، النحلة هي آخر نوع منها، تصل قيمتها ثلاثين درهما”، يقول أحد هؤلاء، ثم يضيف: “كل ما تحتاجه موجود هنا، يكفي أن تذكر النوع الذي تريد لنمدك به بالكميات التي ترغب فيها”.

تختلف هذه المتفجرات من نوع إلى آخر، ويختلف الثمن تبعا لذلك. يقول شاب التقيناه هناك بدرب عمر: “كاين العجاجة، وكاين الجمجمة، وكاين السيغار، وكاين النحلة، ولي بغيتوها نحضروها دابا”.

ويؤكد هؤلاء الذين يغتنمون هذه المناسبة للحصول على بعض الدراهم، أن مدخولها “محترم”، وأوضح أحدهم أن النوع الذي يطلق عليه “الوردة”، مثلا، يجني منه البائع بالتقسيط مائة درهم عن العلبة الواحدة.

شهادات هؤلاء تؤكد أن سوق هذه المتفجرات يعود بمئات الدراهم على الباعة بالتقسيط، فما بالك بأصحاب المحلات الكبرى الذين يبيعون بالجملة.

“كاين الزيار هاد الأيام، ولكن تاندخلو ديك 200 درهم واكثر، وكون كانت الوقت مرخوفة كنا ندخلو كثر من هادشي”، يروي أحدهم، مضيفا: “هاد المناسبة تانخدموا فيها هاكا باش ندخلو مصيريف”.

سلطات درب عمر “نائمة”

السلطات بدرب عمر لا يهمها ما يتم ترويجه. ولا يبدو أن ما يجري هناك يدخل ضمن اهتماماتها بالرغم من التعليمات الصادرة من وزارة الداخلية بمحاربة ترويج هذه المتفجرات الخطيرة.

كثيرون من أصحاب السيارات عبروا عن امتعاضهم مما يجري بدرب عمر، في غياب تام لسلطات الملحقة الإدارية في محاربة ترويج هذه المفرقعات التي تشكل خطرا على مستعمليها من الأطفال والمراهقين.

وأمام هذا الوضع، وجدت العناصر الأمنية نفسها مضطرة، بعد الخامسة من بعد زوال اليوم الأربعاء، إلى الحلول بالشارع الرئيسي من أجل تسهيل عملية السير والجولان، بينما واصل المراهقون ترويجهم لـ”القنبول” دون خوف!

‫تعليقات الزوار

13
  • الهاشمي
    الأربعاء 19 شتنبر 2018 - 23:18

    دولة النفاق، من يدخل ويؤشر على دخول هذه المفرقعات أليست الدولة لا يهم لا مواطن ولا هم يحزنون المهم عندكم المداخيل. الله ينتقم ممن يدخل هذه المفرقعات التي تجعل حياتنا جحيم وهي بأيدي مراهقين طائشين لا عقل لهم.

  • Amine
    الأربعاء 19 شتنبر 2018 - 23:21

    أقسم بالله ما كاينش قانون في المغرب . السيبة لأقصى درجة. و الله أقطن في ڤال فلوري قرب الطرام رڤييرا و كل ليلة الاولاد و البنات في أوضاع جد مخلة وسط الزنقة يحملون قراعي ديال البيرة لساعات متأخرة في ثقة تامة مع أنني اتصلت مرارا و تكرارا بكراكيز و دمى السمن الوطني و الله ماعمرهم جاو و باش كملات هذه الأيام ولينا ساكنين في الفلوجة أو منطقة منكوبة متفجرات قوية حتى الصباح ولا من يتحرك…

  • mouktadi abderrazak
    الأربعاء 19 شتنبر 2018 - 23:23

    القانون المزاجي للحكومة العميقة هي المصلحة الخاصة لها وحدها . كيف يمكن لها أن تمنع بيع المفرقعات هي مناسبة جاءت في الوقت المناسب لتخفيف الضغط والحكرة والهجرة السرية والمقاطعة . هذه مناسبة تذخل في خانة المواسم والمهرجانات الفاشلة .انه الشعب الضائع والحكومة الفاشلة التي تلعب في الماء العكر .لك الله يا وطني انشري هسبريس مشكورة .

  • أنس
    الأربعاء 19 شتنبر 2018 - 23:26

    مزيان فضحوا السلطات هذا هو القانون هذا هو المنع ؟ فين هي السلطات بالسلامة ؟

  • أستاذ الإجتماعيات
    الأربعاء 19 شتنبر 2018 - 23:38

    الداخلية تصرح في العلن، عن منع بيع و ترويج و إقتناء المتفجرات و الشهب الصناعية، و في الخفاء تعطي أوامرها للسلطات بالتغاضي عن ذلك، و التالي تظهر الداخلية بمظهر الحريص على أمن و سلامة و سكينة المواطنين، و تظهر السلطات المحلية من رؤساء جماعات و قياد و مقدمين و رجال شرطة و درك بمظهر المتقاعس عن أداء وظيفته !!!!!!!!
    في إشارة إلى الأسطورة المغربية التي تقول : "المشكل دائما في الصغار و من الصغار، أما الكبار لا غبار عليهم" !!!
    سياسة ماكرة، تبين مدى المكر في إهانة ذكاء المغاربة و إستحمارهم.
    السلطات تتغاضى عن هذه الأنشطة لأنها فرصة موسمية لإلهاء المغاربة عن مشاكلهم الحقيقة، مشاكل مصيرية مرتبطة بالصحة و التعليم و الشغل و السكن و غياب العدالة الإجتماعية و إنتشار الفساد…
    كما أنها فرصة للمافيات التي تتاجر في البضائع الصينية لزيادة أرباحها أضعاف مضاعفة، في تواطؤ واضح مع رجال الجمارك و الأمن الفاسدين.

  • هبيل
    الأربعاء 19 شتنبر 2018 - 23:40

    يكتفي الأمن بتنظيم عملية السير والجولان!

    الامن في هذا البلد السعيد بلد الامن والاستقرار همه الوحيد تحرير المخالفات الطرقية .
    اما الاجرام والمجرمين عتو في اجمل بلد في العالم فسادا
    والسؤال المطروح هل هذه السياسة مقصودة من طرف المخزن …..

  • aadraoui Canada
    الأربعاء 19 شتنبر 2018 - 23:46

    كل شيء مباح إلا أمام القصور الملكية و إحياء الراقية . أما الشعب فهو في يد الله . حين أرى مدينة الرباط و الأمن في الأماكن التي يمر بها الموكب الملكي . أما الشعب ف الامن منعدم

  • mouktadi abderrazak
    الأربعاء 19 شتنبر 2018 - 23:56

    التعاليق من حق الجميع للتعريف بالواقع وليس لإرضاء من هم فوق القانون .

  • سكينة
    الخميس 20 شتنبر 2018 - 00:01

    حسبي الله ونعم الوكيل على من اخترعها وعلى كل من سمح بترويجها الى ان وصلت لبلدنا وعلى من سمحت له نفسه ببيعها وعلى كل من يشتريها من اباء وابناء وكل كل من ساهم بتفجيرها ليرعب ويرهب المارة والجيران وكأننا في حرب متفرقات ومتفجرات وشعلات في السماء…

  • اسملال
    الخميس 20 شتنبر 2018 - 00:09

    دولة الحق والقانون!!!!!????ان كنت في المغرب فلا تتعجب

  • شي مدوخ
    الخميس 20 شتنبر 2018 - 00:12

    "السلطات لا تخيف مروّجي مفرقعات عاشوراء"
    كيفاش زعما؟ واش دابا السلطات هي للي خايفة من هاد مروجي المفرقعات ولا كيفاش؟ للي باغي المواطن يعرفو هو علاش هاد عين ميكا فأشياء كتشكل خطر على السلامة البدنية ديال المغاربة
    وما دام حكومتنا حكومة الإنصات والإستجابة كيما بشرنا السي العتماني فحنا كنتظروا أجوبة شافية من طرفها

  • عادل
    الخميس 20 شتنبر 2018 - 01:15

    بغيت غير نعرف كيفاش هاد المتفرقعات دخلو لبلاد؟
    واش دخلو عبر ميناء الدار البيضاء يعني كان بامكان السلطات منع دخول الحاويات المملوؤة بالمتفرقعات أتهني الوقت أ مريضنا معندو باس؟
    أولى دخلو كونتبوند من جهة موريطانيا هاديك هدرة اخرى مكاين لا تعشير لا والو ؟
    نفرض دخلو من موريطانيا كفاش حتا وصلو لكازا؟
    علما ان كازا راه تتفرق للمغرب كامل يعني لوكان حبسو اللبيع في كازا او مخلوهاش دخل ميكونش حتا مشكل.
    شكون هو المسؤول واء هدشي كامل.
    خاص لي فرط اكرط.
    فين هما هاد الجمارك دايرين

  • عبدالإله
    الخميس 20 شتنبر 2018 - 11:59

    البلد لا يوجد فيه قانون فكما قال أحد المعلقين المفرقعات والضجيج يوجد في أي مكان إلا أمام القصور وإقامات المسؤولين.حسب مايروج فهناك مسؤولون كبار في الجيش هم المستفيدون من ادخال المفرقعات والشهب الاصطناعية لماتدره من اموال كتيرة.عليكم من الله ماتستحقون.

صوت وصورة
أحكام قضية الدهس بالبيضاء
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:58

أحكام قضية الدهس بالبيضاء

صوت وصورة
معرض الحلي الأمازيغية للقصر الملكي
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:55

معرض الحلي الأمازيغية للقصر الملكي

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02

احتجاج بوزارة التشغيل