الهوية اللغوية.. القوة المعاصرة

الهوية اللغوية.. القوة المعاصرة
الثلاثاء 25 يوليوز 2017 - 20:45

لا شيء يغني عن الاستنجاد بالهوية اللغوية والاقتراب من دفقها ورسوها في الثقافة وبناء الإنسان. هذه قاعدة حضارية ضاربة في الوجود والكينونة ونهضة البشرية.

ولا مناص من إعادة التذكير بهذا التدافع المخيف الذي أضحت فيه اللغات مقولبة بالعولمات الدارجة والتخابر الوسائطي الرخيص والميديا المقنعة، حيث تكرس التراجعات الوظيفية في لغتنا مساحة خطيرة في ما يسميه سايمون ديورنغ “النزعة الكوزموبوليتانية الشعبية، أي المواطن العالمي. ولكن بدرجة قابلية تدميرية، تجعل من اللغات الوافدة أو الشائعة، بمنطق التكنولوجيات الموجهة ضد الفنون الطليعية الراقية لدى الشعوب المضطهدة، تجعل منها نذيرا لحوكمة وتنظيم مناكفين للهوية والتاريخ والثقافة، وكاشفا مسوغا للازدراء والنمذجة، بالتوجس نفسه الذي يسوقه فوكو في نظريته “القوة المعاصرة”، حيث لا تعد تيارات القوة مجرد أدوات كبث أو تحكم، وإنما في المبدإ بوصفها تمكن تابعيها وتشكلهم، وتؤثر في سيرورتهم.

هناك إشكالية حاسمة تطرحها علاقة اللغة بالإبداع الفني، حيث الحاضر الراهن البدهي لا يحسمه. بيد أن الاهتمام يكون فعلا أقوى وأعظم بزمنية السابق. بل هو التزام تدافعي بلغة النقد الحاضرية، التي تعني في الوقت ذاته رؤية الماضي على ضوء الواقع، بمساحة تعلل آخرية الماضي. كما أن اللغة التاريخية تجعل من هذه النرجسية ثقة حاجبة لتطلعاتنا في الاتجاه الذي نصير فيه مع لغتنا علامة سيميائية تداولية. ليس في منطق العيش فقط وتقريب أدوات الحياة، بما هي نظام لتصريف قواعد الوجود كقيمة مادية فقط. ولكن أيضا كمفهوم متغير. كإبداع وحداثة ونظام جمالي.

لهذا، الاقتراب من الفنون لغويا وسيميائيا هو اقتراب من القيم المستهدفة، من الوعاء الثقافي المشترك المتعدد، الذي يثير جملة علامات للفعل الإبداعي وسمو مقاصده، إن على المستوى البيداغوجي المعرفي، أو إجادة الذوق واقتدار التجويد.

لقد صيغت بعض التجارب الفنية المغربية انطلاقا من محفزات فردانية لها دلالتها في واقع السياسة الثقافية وحضورها اللافت في الساحة الفنية العربية والدولية. صيغت بالأبعاد نفسها التي تجعل من الهوية اللغوية ركيزة مؤسسة للفخر بفعالية الفنون وبتأثيرها المباشر في الإواليات المحددة لرسم طريق تداولها وتعضيدها بالاستمرارية والتوجيه.

وليس آخرها النموذج الملهم لكل الخبرات الفنية المتاخمة للنصوص الفنية الهوياتية الناجحة وطنيا وعربيا، وهي تجربة الفنان الراحل محمد حسن الجندي.

لقد استوعبت ندوة “اللغة العربية والإبداع الفني بين الهوية والحداثة”، التي نظمها مؤخرا مركز عناية والائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بمراكش، قدرات الفن في تشكيل سلطة إبداعية ناجزة، تمارس دورها الراهني انطلاقا من وضع معالم ومؤطرات تكون فيها اللغة منتوجا معرفيا صرفا، ومقوما أساسا للتعبير عن ثقافة أمة وتشكيل حضارة ونظام هوياتي.

لقد استطاع الفنان الجندي التعبير عن هذه الهوية وترجمتها قيما مجتمعية مغربية، ببذل جهود متواصلة في جعل الوجدان الإبداعي جسرا للعبور نحو الفاعلية الفنية، في المسرح والسينما والتلفزيون. محولا متون الخطاب الفني إلى بؤر ثاوية لترقية الجمال وقيمه الأصيلة، وتحويله من مجرد قابلية في التلقي جوفاء ومجمدة، إلى تدافع يؤطر العلامات القصوى الجامعة بين الفن واللغة.

إن سؤال التجديد الذي طرحته الندوة لا يتعلق بكيفية توثير العلاقة بين اللغة والفن. ولا يصل المرامي التي تتلمس قوة المراهنة على الفن كقيمة جمالية وأخلاقية وسلوكية؛ بل التجديد باعتباره نظاما معرفيا ومنظومة فكرية يسعه احتواء الحاجيات والظروف الدائرة فيها اقتدار العقل النظامي المعرفي على تجسيد رؤية الفن كلغة، كتصور مفاهيمي يحدد الموضوع اللغوي كأصل للهوية وليس كتابع أو ذيل، ثم الغاية من تشكيل لحمة هذا النظام. وأخيرا المنهج المعقود على اتباعه ليكون صقل البدلين ووسم الطريقين.

إن حقل المعلوماتية الآن يشكل رافدا استراتيجيا لهذا السؤال الآسر، سؤال التجديد؛ فقد صقلت المعارف المعلوماتية السريعة والمتراكمة هذه المناهج التي توفر قدرة كبيرة على الاستنتاج المستمر لحقل المعلومات، وجعلها واصلا دلاليا وتوثيقيا للاستغراق الهوياتي وتحويل المعرفة باللغة إلى وازع ثقافي متجذر، يرافع عن اللغة ويواكب تطلعاتها واحتياجاتها.

لقد أبلغت ندوة “اللغة العربية والإبداع الفني بين الهوية والحداثة” كل القائمين على تجسير الهوة بينهما وإبعادهما عن مفاوضة ترسيخ صيرورتهما وتقويض صورتهما لدى المتعاقدين والمستثمرين وصناع القرار، أبلغتهم خطأ تشديد الخناق وترويع الخطط المؤدية إليها. وهي تدعوهم من خلال نداءات الاستغاثة مواءمة اللغة بالسيادة الوطنية والتطبيع معها هوية لغوية وطنية وتاريخية، بتصحيح أخطاء الماضي وتحقيق طفرة الحاضر وتجسيد رؤية المستقبل.

[email protected]

https://www.facebook.com/ghalmane.mustapha

‫تعليقات الزوار

10
  • ⴰⵣⵓⵍ azul omazigh
    الأربعاء 26 يوليوز 2017 - 10:15

    الأمازيغية عنوان للهوية المغربية ليس فقط لغويا بل انسانا وأرضا وتاريخا وجغرافيا وأي محاولة لاقصائها وتجاهلها هو تدمير وتزوير للهوية المغربية.

  • amahrouch
    الأربعاء 26 يوليوز 2017 - 12:22

    Il n y a qu une seule identité statique qui ne change jamais c est celle de la terre sur laquelle on vit,de ses produits dont on se nourrit,de son climat qui nous influence, des us et coutumes que nous partageons et la langue maternelle de cette terre.Tout le reste n est qu affluence .Une rivière est appelée par son nom,pas par les noms des affluents qui s y jettent !L Afrique du Nord,par exemple est un pays amazigh,la langue arabe et la religion musulmane ne sont que des acquis ramassés,chemin faisant.Ils ne sont ni identité ni authenticité,juste des adoptions.Les arabes ne l entendent pas de cette oreille.Ils changent toujours la nature des choses. Ils bousculent tous les pions et avancent cyniquement les leurs.La langue qui n est qu un outil de travail adoptée un certain moment, s empare de la terre et de ses habitants,la culture et le mode de vie local.La langue arabe n est que le fruit de l expansionnisme arabe tout comme la mondialisation aujourd hui dont se plaint l auteur

  • KANT KHWANJI
    الأربعاء 26 يوليوز 2017 - 13:40

    ثقافتنا وهويتنا ، أمازيغية، رغم تعريب بعضنا وتحدث غالبيتنا بالدارجة التي صيغت في قالب أمازيغي، بمصطلحات منها ما هو عربي، أمازيغي، فرنسي، محلي…فالجملة الفعلية في العربية على شكل "فعل، فاعل، مفعول به" مثل: أكل الولد التين، أما الأمازيغية فهي على شكل "فاعل،فعل،مفعول به" ومنها تشتق الادرجة شكلها و كنقولو : الدري كلا الكرموس، وليس : كلا الدري الكرموس على شكل العربية!
    إن سياسة تشريق وتعريب شعبنا باءت بالفشل، وبدأ الكثير من الأمازيغ الاستفاقة من التخذير البعثي و الإسلاموي!
    متمنياتنا أن يشفى من عاهاتهم باقي المصابين بالشذوذ الجنسي الهوياتي

    KK

  • ابوهاجوج الجاهلي
    الأربعاء 26 يوليوز 2017 - 15:57

    الهوية هي هوية الارض واسامي جبالها ووديانها وهضابها ولو كره من اتلف هذه الاسامي. المغرب امازغي الهوية وكل المغاربة ينتمون الى هذا البلد الجميل. هناك من يسكن قرونا في هذا البلد لكن يريد ان ينتمي الى الحجاز وينبع المغاربة لا ينتمون الى الشرق ولو اراد بعضهم سوف لا يقبل منه من طرف الشرقيين. الرجوع الى الاصل يغفر الذنوب وتستوي فيه الشخصية المغربية بحريرتها وشباكيتها وبرنوصها ولغاتها وتعدد اجناسها التي انصهرت في هذه الارض التي تغني احيدوس المغرب لنا جميعا ايها المغاربة وحتى ان اردنا ان نكون شعبا اخر سنصاب بامراض مستعصية فسلام على جميع المغاربة من امازيغ ويهود وعرب وزنوج وسنبقى مغاربة الى ابد الابدين وشكرا

  • هو .. هو .. هو
    الأربعاء 26 يوليوز 2017 - 20:19

    عندما تحدد هويتك بنفسك فأنت تقترف خطأ تعريفيا فادحا يجعل منها هوية شاذة غير سوية؛ كأن تزعم أن لفظ "أمازيغ" يعني "رجل حر ونبيل" بينما الكلمة أصلها عربي مصدر لفعل "مزغ"، أطلقها العرب على سكان شمال إفريقيا والذين سبقوهم إليها، كما يؤكد على ذلك ابن خلدون. هذا الأخير أطلق نعت "بنو مزغنة" على جماعة بشرية بالجزائر سينسب إليها النساب فيما بعد القبائل البربرية التي باتت تنضوي تحت مسمى "أمازيغ"، وكلمة "بربر" ليست قدحية، بل هي كلمة عربية قديمة أطلقها العرب على الفرس، كما يوثق ذلك الشاعر العربي امرؤ القيس في إحدى قصائده، وتشير إلى قوم ينتقلون من بر إلى بر على ظهر نوع من الخيول المميزة، يحملون رسالة، ويكثرون من الكلام المثير للملل والضجر.لقد حذر علماء علم النفس الإجتماعي من الغلو في ربط الهوية بالأرض؛ لأن هذا المفهوم البالي يناقضه الواقع. إن هوية الشخص يحددها الطرف الآخر : فلذلك تشير إلى "هو".
    وللمزيد، يمكن للباحث أن يطلع على "ويكيبيديا" بالفرنسية؛ لأن ويكيبيديا بالعربية فقيرة جدا ونحيفة لا تفي بالغرض : أن نحن أمة لا تبرع إلا في الترهات … مع الأسف.

  • إكتشافات الجنرال ليوطي
    الأربعاء 26 يوليوز 2017 - 22:01

    حولي 13 قرنا من تاريخ الدولة المغربية لم يسمع أحد بشيئ أسمه [ الهوية اللغوية] أو القومية البربرية في المغرب حتى حطت الجيوش الفرنسية الرحال في شواطئ الجزائر سنة 1830و وبدأت سياسة استهدافت ابناء المنطقة وغسلت أدمغتهم بأيديولوجيات أمبريالية ضد توحد وتماثل حيث دربت الجيل الاول في المدارس يتعلم الطفل اللغـة الفرنسيـة وقواعدها والتاريخ الفرنسي والحضارة الأوربية فينشـأ محبا لهاو يعتبر نفـسه جــــزء منها "Nos ancêtres les gaulois . ما يردده علمانيوا مستعمرات الفرنسية من هرطقة مثل ( الهوية والحداثة ) لا يختلف عما كان يدده الحركيون في:Nos ancêtres les Gaulois
    Cheveux blonds et têt's de bois
    Longu's moustaches et gros dadas
    Ne connaissaient que ce refrain là
    Nos ancêtres les Gaulois

  • KANT KHWANJI
    الخميس 27 يوليوز 2017 - 18:30

    اللغة العربية، لغة ميتة ميدانيا،لا يتكلمها أي إنسان في حياته اليومية، ولا يفهمها إلا الذي درسها في المدرسة!
    بل تعتبر من أعقد اللغات النحو،الإعراب،والشكل،كما إعترف عبد الله العروي حيث قال أن عطب اللغة العربية هو الشكل!
    فكيف،مثلا: سنشكل وننطق الجملة التي تبتدئ ب"ولد محمد.."؟
    1- وَلَدَ مُحَمَّدٌ ابراهيمَ
    2- وَلَدُ مُحَمَّدٍ مات صغيرا
    3- وَلَّدَ مُحَمَّدٌ ناقة
    4- وُلِّدَ مُحَمَّدٌ على يد عجوز
    هل العادات المغربية امازيغية؟ الزواج مختلف تماما،العمارية،الحنة،وليس لدينا قانون خاص بجرائم الشرف
    هل المطبخ المغربي امازيغي؟نعم.الطاجين،الكسكس،البسطيلة،الحلويات،الشاي بالنعناع،كل هذا لا يوجد في البلدان العربية
    هل اللباس المغربي امازيغي؟نعم.الجلباب النسائي والرجالي،التكشيطة أو القفطان. ليس مثل البانجوان العرب،عقال وقميص طويل أبيض
    هل الهندسة المغربية امازيغية؟نعم. لا مجال للمقارنة مع خيام العرب!
    هل الادب و الفنّون (رسم نحت موسيقى غناء مسرح سينما الخ) امازيغية؟ – نعم. بالرغم من الانتقائية لوسائل الإعلام القومجية العروبية
    عندما يأتي العرب للمغرب يقولون ثقافتكم وعقليتكم أشبه بالاوروبيين أنتم لستم عربا
    KK

  • جواد الداودي
    الخميس 27 يوليوز 2017 - 22:22

    الجمل التي قدّمت كمثال عندما تشكّل بعض حروفها ينتهي الموضوع

    اعيد : الكتابة الكاملة هي الكتابة المشكّلة وبشكلها الكامل توازي باقي اللغات

    Je suis en train d’écrire un commentaire

    هذه كتابة مشكّلة

    وهذه نفس الجملة غير مشكّلة
    J su n trn d crr n cmmntr

    الزواج في المغرب عربي

    يكفي ان تنتبه للاسماء : الخطبة – الصداق – الدهاز (اصلها الجهاز) – البتات (الاثاث) – الهدية – النجّافة (من الفعل نجّف : رفع من قدر المنجّف) – الوزير – العمارية (نوع من انواع الهوادج) – الحنّا (الحنّاء) – الغرامة – العزف والرقص يوجد في جميع الثقافات

    ويكفي ان تنظر ان الزواج في المناطق الامازيغية المنعزلة – فلن تجد لا عمّارية ولا هدية ولا نجّافة

    ليس لديكم قانون خاص بجرائم الشرف في مناطقكم الامازيغية انت ادرى بذلك امّا في المناطق العربية القانون هو قانون الدولة

    لا شيء ممّا ذكرت في ميدان الطبخ امازيغي

    الطاجين : في الكلمة طاء والطاء ليس امازيغيا – تبتدأ الكلمة بالتشديد وهذا لا يوجد في الامازيغية – مصطلح الطاجين موجود في كلّ الدول العربية – والكلمة يوناناية الاصل ومعناها المقلاة

    يتبع

  • جواد الداودي
    الخميس 27 يوليوز 2017 - 23:34

    الكسكس عربي : انظر فقط للكلمات الرافقة له : البرمة – القفّال – فتل – فوّر – البلول – سقّى – القصعة – لقّم كلّها عربية

    البسطيلة اسبانية

    الشاي صيني والانجليز هم من ادخله للمغرب والعرب هم اوّل من استعمله – النعناع كلمة عربية وليس لديكم مرادف لها

    الحلويات عربية اندلسية – ولو سألت عجوزا امازيغية : هل كنتم تصنعون كعب الغزال والغربيبة والفقّاس ستقول لك لا

    انظر للنساء في المناطق الامازيغية هل تلبسن الجلباب والقفطان والتكشيطة؟ – لا

    الجلباب اوربّي – انظر الرهبان

    القفطان فارسي والذي ادخله للمغرب هم الاتراك

    السروال البلدي ايضا تركي

    التكشيطة توجد في دول القوقاز

    العرب لم يكونوا يعيشون جميعا في الخيام – كان منهم اليمنيون اصحاب عمران – وشاميون وعراقيون

    ابحث عن صور لمدينة بابل – وسترى نفس الاصوار والابواب والشرّافات

    وابحث عن صور للدور الشامية وستجد نفس التصميم

    وانظر الى المناطق الامازيغية المعزولة فلن تجد الا بناء بدائيا جدّا

    من الاشهر عبد الوهاب الدكالي ام تيحيحيت؟
    هل اغنية القمر الحمر امازيغية؟ – لا
    هل مسرحية الحزّاز ومقامات بديع الزمان الهمداني امازيغية؟ – لا

    الثقافة المغربية عربية

صوت وصورة
مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا
الخميس 18 أبريل 2024 - 16:06

مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا

صوت وصورة
الحكومة واستيراد أضاحي العيد
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:49

الحكومة واستيراد أضاحي العيد

صوت وصورة
بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:36

بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية

صوت وصورة
هلال يتصدى لكذب الجزائر
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:45

هلال يتصدى لكذب الجزائر

صوت وصورة
مع المخرج نبيل الحمري
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:17

مع المخرج نبيل الحمري

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17

عريضة من أجل نظافة الجديدة