أزمة اللاجئين السوريين: أقلتم أخوة عربية؟

أزمة اللاجئين السوريين: أقلتم أخوة عربية؟
السبت 16 دجنبر 2017 - 19:56

فرّوا من الحرب أوالارهاب أو من نِظام بشار الأسد. بعد أن مرّوا من بلدان عربية رفضت احتضانهم او استقبلتهم بكثير من الجفاء، وصلوا إلى الاراضي الاوروبية وفي قلبهم غصّة: كيف خانهم “الاشقاء” ويستقبلهم “الغرباء”؟!

رغم أن عدداً من هذه البلدان تزخر بثروات كافية لاستقبالهم، إلا أن جُلها لا يتوفر حتى على قانون لطلب اللجوء، كما هو حال قطر التي لم توقع اتفاقية جنيف لعام 1951. الأسوأ من ذلك، ترفض ست دول عربية خليجية، من بينها المملكة العربية السعودية، وصول أي مهاجر سوري على أراضيها، مُجهِضةً بذلك ولو بشكل رمزي أي أمل لمشروع وحدة عربية مستقبلي.

بسبب هذا الوضع، دقّت منظمة “العفو الدولية” (أمنستي) ناقوس الخطر منتقِدةً غياب أية وعود ترحيب باللاجئين من قبل دول الخليج واصفةً الوضع بـ”المخجل للغاية”، خاصة ان الروابط اللغوية والدينية “يُفترض أن تضع دول الخليج العربي في مقدمة البلدان التي تقدم اللجوء للهاربين من الاضطهاد ومن جرائم الحرب في سوريا” على حدّ تعبير شريف السيد علي، رئيس برنامج المنظمة.

رغم عوامل اللغة والثقافة والتاريخ المشترَكين، غالبا ما يقرر هؤلاء مواصلة رحلتهم نحو أوروبا. لأسباب اقتصادية قد يقول البعض، لكن ليس دائما. في نيسان / أبريل الماضي، علق نحو 50 لاجئا سوريين، منهم أطفال، لعدة أشهر في الخلاء على الحدود بين الجزائر والمغرب مواجهين البرد والعواصف الرملية والافاعي السّامة. على الرغم من نداء المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلاّ ان البلدين “الجارين” ظلاّ يتقاذفان الكرة بسبب الصّحراء التي يتنازعها المغرب وجبهة البوليساريو (المدعومة من الجزائر). هذا الوضع عقّد العلاقات بين البلدين إلى حدّ اغلاق الحدود رسمياً في آب / أغسطس 1994، التي ظلّت مفتوحة أمام تجارة المخدرات والهجرة السرية.

وليد السليمان، أحد هؤلاء السوريين الذين أُجبِروا على التوجه نحو اوروبا بعد مقام ليس بالقصير في أحد البلدان العربية. بسبب اضطهاده من قِبل نظام بشار الاسد والتهديدات التي تلقاها من منظمات إرهابية، لجأ وليد إلى الاردن ومكث فيها 4 سنوات. هناك، وبفضل وثيقة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ولج مخيمَي “الزعتري” ثم “الأزرق”. يقول وليد: “أمدّوني بورقة توفر لي مساعدات الإغاثة غير أنها لا تحميني من الترحيل إلى بلدي”، مضيفا أن العديد من مواطنيه عرفوا هذا المصير. بالإضافة إلى هذا انعدام الاحساس بالامان، هناك عامل آخر: من أجل مغادرة المخيم، كان يتوجب على وليد كل مرة طلب تفويض خطي لا تتجاوز مدته 15 يوما. أمّا إن قرّر مغادرته بشكل نهائي والاستقرار بالمدينة، فعليه البحث عن “كفيل” من جنسية أردنية.

“كانت المخيمات، المنصوبة على منطقة صحراوية، تفتقر إلى أبسط شروط العيش الصحية. الخيام حارة جدا في الصيف وباردة جدا في فصل الشتاء”، يقول وليد بأسى، قبل أن يسرد معاناة من صِنف آخر: “على عكس الجيش الذي عاملنا بشكل جيد، كانت الشرطة الأردنية، في كثير من الأحيان، تنهج اتجاهنا سلوكاً سيئاً”. رغم هذا، يرفض وليد إلقاء اللوم على السلطات الأردنية لأن البلد ” فقير وعانى كثيراً من عِبء الحرب في سوريا”، موجهاً في ذات الحين اللّوم للمجتمع الدولي “الذي لا يحرّك ساكناً أمام جرائم نظام الاسد”.

في ظل ظروف عيشه في الاردن، لم يستطع وليد أن يستأنف حياة طبيعية على الرغم من خبرته كصحفي يُتقِن اللغة العربية. لِذا استقل أول طائرة واتجه نحو فرنسا بعض حصوله على تأشيرة للدخول. غير أنه في باريس، سيواجه مشاكلا من صِنف آخر: عائق اللغة. “تِهت في المطار، كما دقّقت السلطات لوقت طويل في جواز سفري وفي التأشيرة”. على الرغم من هذا الحادث، والتأخير الكبير في إجراءات طلب اللجوء، إلا ان وليد لم يندم على مغادرته الاردن: ” فرنسا بلد جميل. هنا يمكنك العيش في أمان”.

إذا كان وليد يتذكر تجربته بأسى، يحتفظ صخر إدريس (الصورة)، صحافي سوري، بتجربة سعيدة خلال اقمته بأبو ظبي حيث قضى 15 سنة قبل أن يشد الرّخال الى فرنسا. ” تقدم الإمارات العربية المتحدة خدمات نوعية جيدة للمواطنين والأجانب. الفترة الصعبة الوحيدة هي تلك التي عشتها إبّان الأزمة المالية الدولية عام 2008، لأنها أثرت أيضا على قطاع الإعلام”، يقول صخر.

هل تعتبر حالة صخر تجربة معزولة؟ أم هي نتيجة تدويل أزمة اللاجئين وشذرات بداية الوعي المبكر بأهمية التضامن بين الشعوب العربية؟ أو انها يا ترى “براغماتية” تراهن على العقول المخبأة بين ثنايا أزمة اللجوء؟

‫تعليقات الزوار

7
  • لوسيور
    السبت 16 دجنبر 2017 - 21:18

    لقد اكرم الامازيغ الاعاريب ولكن ناكر الجميل جحود ..لقد تملكوا رقابنا واصبحنا نستجديهم من اجل هويتنا حتى الاسماء الاماتزيغية حظروها

    لقد اصبحوا يحاربوننا ويحاربوا لغتنا فوقع لنا ما وقع بين التوتسي والهوتو
    قال الشاعر
    لقد كنت فيما مضى ارعى غنمهم*** واليوم احمي حماهم واذود

    لا خير في السود والعرب

  • Azro
    السبت 16 دجنبر 2017 - 21:21

    حتى ولو فتحت الدول الخليجية الأبواب فلن يذهب اليها احد فالسوريون ليسوا اغبياء ليذهبوا الى دول العبودية والقمع والاحتقار ، العرب يسبون ويلعنون الغرب ليل نهار ويعملون المستحيل ليهاجروا اليه .

  • syrie, victime
    الأحد 17 دجنبر 2017 - 08:23

    les réfugiés syriens sont les victimes du régime sanguinaire de Assad et des diverses oppositions toutes tendances confondues vendues à la turquie, aux régimes islamistes fascistes des pays du golfe,
    la destruction totale de la syrie sert essentiellement l'occident,israel et la turquie,
    les opposants logés dans les hôtels de luxe en turquie ,turquie qui cherche à faire revivre l'empire sanguinaire ottoman qui a offert la palestine à israel et l'algérie à la france,
    il faut une centaine d'années pour enfin reconstruire la syrie qui a offert tous ses cadres de haut niveau à l'allemagne,
    l'opposition syrienne est pour 3/4 responsable des victimes syriennes devenues des mendiants,abandonnées par leurs frères qui les ont poussé à se révolter contre Assad ami des iraniens qui convoitent les richesses des pays du golfe en guerre contre le pauvre yemen rejeté par le conseil économique car pauvre,
    la syrie est un malheur sans précédent pour les pays arabes

  • أمين
    الأحد 17 دجنبر 2017 - 10:40

    في تصريح مقتضب للصحفيين، صدرت عبارة من المستشارة الألمانية ” أنجيلا ميركل” كشفت فيها بقسوة واقع العالم العربي الاسلامي الأليم والذي يكاد يشبه الفضيحة هذه الايام، في مقارنة بين تعامل “الاجانب وغير المسلمين مع المسلمين الذين يفرون من بلدانهم ويفضلون الاتجاه إلى أوروبا “الكافرة” على الذهاب إلى بيت الله في مكة.
    وقالت “ميركل ” للصحفيين قائلة :
    ” غدا سنخبر أطفالنا أن اللاجئين السوريين هربوا من بلادهم إلى بلادنا ، وكانت “مكة بلاد المسلمين” أقرب إليهم .. “
    ” غدا سنخبر أطفالنا أن رحلة اللاجئين السوريين إلي بلادنا، كانت كهجرة المسلمين الى الحبشه ، ففيها حاكم لايظلم عنده أحد أبدا ..”

  • عمل إنساني فقط من ألمانيا
    الأحد 17 دجنبر 2017 - 16:56

    أنتم تضنون
    أن قبول اللاجئين السوريون في ألمانيا
    يعني قد ثم إستطانهم وقبولهم والألمان طيبون
    لا
    ألمانيا توفر لهم " الحماية المؤقتة فقط "
    عندهم بطاقة لاجيء ولما تنتهي الحرب لن تتمدد إقامتهم وعليهم بالرجوع لبناء وطنهم
    قانون الفارين من الحروب الأهلية هو واضح الحماية المؤقتة

    توفير الحماية المؤقتة فقط

    في حرب البوزنة والهرسك هرب كذلك البوسنة والهرسك لألمانيا
    وبعد إنتهاء الحرب أرجعوهم إلى بلدانهم.

    السوريون يتمتعون بالإيقامة المؤقتة في ألمانيا وليس إستيطان نهائي

    الحكومة الألمانية الحالية في ورطة بسبب الاجئين
    المواطن الألماني ليس بليد يعرف كيف ارتفعت الأسعار والضرائب لتمويل
    الاجئين.

    الإعلام قد سكت خوفا من الفوضى لأن الأغلبية الساحقة ترفض الاجئين ومشاكلهم

    ألماني لا تربطها أي علاقة بسوريا وهي تقوم بعمل إنساني محض فقط.
    حتي نهاية الحرب كذولة قوية إقتصاديا في الإتحاد الأوروبي

    حتى تركيا ولبنان والأردن توفر لهم الحماية المؤقتة حتى نهاية الحرب وبعده الرجوع إلى بلدانهم الأصلية
    بصفة نهائية
    الإنسان كيفما كان نوعه لا يرضى عليه إلا وطنه
    لهذا يجب حماية أوطانكم من الخراب

  • مهاجر
    الأحد 17 دجنبر 2017 - 20:32

    ازمة الاجءين السوريين عرت نفاق الانظمة العربية الاسلامية. الاجؤون بصفة عامة يفضلون الدول الغربية لان هذه الدول توفر لهم الامن والاستقرار وتحترم انسانيتهم. كاتب هذا التعليق يشتغل مع الاجءين في دولة اوروبية ويعرف معانات الاجءين من مختلف الاجناس. اين العروبة الاسلام وقيم الانسانية النبيلة وحسن الجوار؟ الاردن ولبنان هي البلدان العربية الوحيدة التي تستقبل نسبة كبيرة من الاجءين السوريين بالرغم من امكانياتهم المحدودة. تركيا تستقبل كذالك السوريون ولكن هذه الدولة تستغلهم وتتاجر فيهم.

  • راي
    الأحد 17 دجنبر 2017 - 22:23

    عدم استقبال ااسوريين من اغلب دول الخليج مبرر.هذه الدول هي من بين اسباب مءاسي السوريين.هي من بين ممولي ومموني هذه الحرب.الشعوب في أغلبها ليس لها علاقة بالامر لانها شبه مغيبة ولا حول لها ولا قوة لانها مستضعفة ومنومة.وهي الضائعة لان ما ينفق من أموال من هذا او ذاك لو تم انفاقها في مصالحها لكانت من افضل الشعوب واكثرها تقدما.اموال تلك ااشعوب يذهب اغلبها الى الجيوب الغربية والشرقية لتتقوى اكثر ويشتد بأسها على من يملأها.والغريب ان الصراع في الاصل هو ملاسنات بين افراد .

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 3

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال