لا مصباح لا جرار المغرب اللي نختار

لا مصباح لا جرار المغرب اللي نختار
الجمعة 23 شتنبر 2016 - 03:20

سيمر يوم السابع من أكتوبر قريبا جدا، وسيتم الإعلان عن الفائزين في الانتخابات التشريعية، كما سنتعرف جميعا من سيخونهم الحظ، أو الذين سيأبى محالفتهم، لكن السؤال الحيوي في هذا السياق، من الأهم، هل فوز هذا الحزب، أو ذاك الحزب، أو فوز بلدنا؛ المغرب؟

هل هناك إمكانية لتحويل فوز حزب سياسي إلى فوز للوطن ؟

كيف؟

لاجدال في أن “كل حزب بما لديهم فرحون”، كما أكد الكتاب العزيز، وهذه حقيقة ثابتة، وستستمر أبد الآبدين في كل الأزمان؛ لا يتناطح حولها عنزان، ولا يحاجج فيها عقل إنسان؛ فلا يمكن لأنصار المصباح، أن يتمنوا الفوز لغير مرشحيهم، كما أن المتعصبين للجرار، لا يتخيلون أحدا آخر سيكون منتصرا في انتخابات 7 أكتوبر، غير رجالهم ونسائهم وشبابهم الواردة أسماؤهم ضمن لوائح الحزب التي تقدم بها للانتخابات .

هذا الميل كل الميل؛ والتعلق كل التعلق، بأهداب الحزب، وأركانه وأعمدته ورجالاته ونسائه، فضلا عن شعاراته، وايديولوجيته، وخطه السياسي، والذي يشبه الهوى النفسي والذاتي؛ والذي لا يمكن أن نقول عنه إنه يضل صاحبه عن الطريق الصحيح؛ والمسلك الرشيد، والحكم السديد؛ بل وجب على العقلاء في بلادنا، عده خيارا واختيارا، من صميم ممارسة الحقوق الفردية والجماعية المتعارف عليها عالميا…

لكن السؤال الجوهري الذي يواجهنا في هذا المقام، ماذا عن غير المنتمين لهذين الحزبين؟

إذا كان الانتماء للأحزاب السياسية يندرج في إطار ممارسة الحقوق الأساسية المتوافق عليها كونيا، فلا شك ولاريب، في أن عدم الانتماء للأحزاب السياسية، يعتبر أيضا ممارسة مشروعة وسليمة، للحق في الانتماء من عدمه؛ بطبيعة الحال، بغض النظر عن خلفيات الابتعاد عن المؤسسة الحزبية الوطنية، سواء بسبب النفور من آلياتها وخطاباتها ووعودها، أو سبب عدم الاحساس بالميل الفطري وغياب الرغبة في الانتماء..

إن الذين لا يهمهم فوز فلان أو علان، في هذه الانتخابات؛ هل يمكن اعتبارهم خارج الإجماع الوطني؟

وهل وجب إكراه الناس وحملهم على الانتماء القسري؟

وهل إذا لم يفز الحزب الذي أتعاطف معه، وأميل لبرنامجه، أعلن كفري بالديموقراطية وقوانينها؟

وهل انتصار الحزب الذي سأصوت على مرشحيه؛ يدفعني لخدمة الأنصار فقط؟

هذه أسئلة مقلقة وجوهرية؛ يجب أن تدفعنا للتفكير العميق والاستراتيجي؛ من أجل المدى البعيد، ومن أجل غد مشرق لجميع المغاربة والمغربيات، بغض النظر عن لونهم السياسي؛ وعن وجوده من عدمه…

إن الانغلاق على الحزب وأنصاره ومريديه، من شأنه المساس بروح المواطنة التي يجب أن تتفوق على أي شعور آخر، إن الأحزاب السياسية وسيلة لا غاية، الغاية الكبرى والمرمى البعيد، هو خدمة الوطن والمواطنين.. وجلب المنافع لهم، ودفع المضار عنهم…

إن أواصر الوطنية والمواطنة، أوثق من أواصر الحزب، والمذهب والجماعة أو الحركة…

لماذا لا نعتبر نضالنا الفردي والجماعي، في أحزابنا وخارجها، واجهة لخدمة الوطن وقضاياه؟

وبناء عليه، فإنني أدعو للارتقاء بممارستنا السياسية، وذلك بالانخراط الجماعي والمجتمعي، في إسداء خدماتنا للوطن، وإقامة التفاضل والتمايز، بناء على قدرة وكفاءة مؤسساتنا الحزبية، على الولاء للوطن والمواطنين والمواطنات فقط .

لنجعل من يوم السابع أكتوبر عرسا ديموقراطيا تنتصر فيه إرادة الناخبين والمواطنين؛ من أجل تحقيق التقدم والازدهار الذي يحلم به جميع المغاربة بعيدا عن انتماءاتهم وولاءاتهم …

إن الامتحان المقبل، لا يكمن في براعتنا الخطابية، وبلاغتنا اللفظية من أجل استمالة المصوتين وإقناعهم ببرامجنا وخططنا؛ للظفر بالكراسي البرلمانية؛ بل يتمثل في مدى قوتنا الاقتراحية البناءة والفعالة، والتي تراهن على تقديم البدائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ التي لا تستهدف السموق بحزب سياسي ما، ولكن تستهدف الرقي بالوطن والمواطنين…ما أحوجنا لأحزاب مواطنة، وبرامج مواطنة، وخطاب دعائي مواطن، فإذا تحققت هذه المقاصد؛ فلا أحد سيطيل البحث والسؤال عن لون الفائزين يوم السابع من أكتوبر 2016، لأنه حتما وبغض النظر عن اسم الفائزين ولونهم وشعاراهم، فلن يصب كل ذلك إلا في المصلحة العليا للبلاد بما يخدم العباد؛ المواطنين والمواطنات…

إذا كان هناك من يبحث عن خيار ثالث لمواجهة الثنائية الحزبية الذي غدا يجسدها حزبا العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، من خلال الانفتاح على حزب اليسار الاشتراكي الموحد؛ فإنني اعتبر أن خيار المغرب؛ بمثابة الاختيار الأمثل الذي سيخفف عن المواطنين والمواطنين أوزار الثنائية الحزبية التي توحي بالصراع والاصطدام.

‫تعليقات الزوار

6
  • saccco
    الجمعة 23 شتنبر 2016 - 11:50

    إن هذه الثنائية حزب العدالة/حزب الاصالة ستضيع على المغرب فرصة أخرى لإنجاز خطوات حقيقية للدفع بالمغرب في الاتجاه الصحيح لبناء مؤسسات حقيقية تجعل المغرب يلتحق بمعسكر الدول الديمقراطية ،ولعل الملاحظ يدرك مدى خطورة هذه الثنائية من خلال الصراع بين الحزبين خلال الفترة الاخيرة ليدرك ان هذا الصراع بعيد كل البعد عن صراع بناء سياسي وإقتصادي وإجتماعي وثقافي بل هو صراع إتخد شكل ومحتوى صراع إديولوجي :صراع بين الحداثة والتقليد ،بين العلمانية والتدين…وهو صراع زائف لا يمت الى الواقع المغربي بأي شيء بل نتائجه كانت كارثية على الوضع المغربي وساهمت بشكل رئيسي في إحداث شرخ كبير بين مكونات المجتمع المغربي والذي من شأنه تهديد الاستقرار السياسي والتلاحم الاجتماعي
    فنحن اليوم في أمس الحاجة الى تصالح المجتمع المغربي مع نفسه وان خط المواجهة بين العلمانية والتدين بل هو صراع بين مغرب الفقر المدقع وبين مغرب الغنى الفاحش بين تكديس الثروة والتوزيع العادل لها بين إنهيار منظومة التعليم والتكوين وبين النهوض بها لخلق مجتمع المعرفة والابداع بين جمع للسلط والفصل بينها ،بين برامج تنمية طموحة قابلة للتفعيل وبين البهرجة

  • saccco
    الجمعة 23 شتنبر 2016 - 12:24

    تصحيح للفقرة الأخيرة

    فنحن اليوم في أمس الحاجة الى تصالح المجتمع المغربي مع نفسه وان خط المواجهة ""ليس""بين العلمانية والتدين بل هو صراع بين مغرب الفقر المدقع وبين مغرب الغنى الفاحش بين تكديس الثروة والتوزيع العادل لها بين إنهيار منظومة التعليم والتكوين وبين النهوض بها لخلق مجتمع المعرفة والابداع بين جمع للسلط والفصل بينها ،بين برامج تنمية طموحة قابلة للتفعيل وبين البهرجة

    معذرة

  • saccco
    الجمعة 23 شتنبر 2016 - 13:18

    ففي ظل سلطة تنفيدية ضعيفة مؤدلجة تفتقر الى رؤية وخبرة واضحة وإستراتيجية فعالة لبناء إقتصاد متطور وكذلك تفتقر الى الشجاعة الكافية لإستغلال الى اقصى حد ما منحها الدستور الجديد رغم انها تملك شرعية دستورية وشعبية (صناديق الاقتراع)ضاعت مجهوداتها في حرب إديولوجية وبهرجة بهلوانية جعلتها تلتجأ الى "الحلول" السهلة وهي إغراق المغرب في مديونية هائلة والائتمار بإملاءات البنوك المانحة أدت الى تفاقم الوضع للطبقات المتواضعة والمتوسطة ومزيدا من فقدان إستقلالية الاقتصاد والسياسة الاستراتيجية لبناء مغرب قوي
    إزاء هذا الضعف الشامل لمؤسسة الحكومة جعلتها تفقد زمام المبادرة والتحكم في السلطة التنفيدية التي منح إياها الدستور فضاعت منها لتجد نفسها خارج دائرة الحكم الفعلي
    فالمغرب هو في حاجة الى سلطة تنفيدية قوية ،قوية بشرعيتها الشعبية والدستورية وببرامجها وإستراتيجيتها الواضحة التي تبرزها إنجازاتها على ارض الوقع التي تمكن من إنجاز نمو وتحسن على جميع المستويات

  • امزوغ
    الجمعة 23 شتنبر 2016 - 14:42

    عندما تكون لدينا ديموقراطية حقيقية وانتخابات غير متحكم فيها انذاك يمكن ان نتحدث عن الاختيار الامثل
    اما اليوم فالاختيار ليس بيد الشعب انه بيد من يتحكم في الشعب

  • معلقh
    الجمعة 23 شتنبر 2016 - 23:11

    في الانظمة الديموقرطية الحقيقية الانتماء الحزبي لا يحدد نتائج الانتخابات وانما الفاعل لذلك هو جمهور الشعب.فعلا ان اصوات المنتمين والمتعاطفين لها دور في نسبة التصويت على الحزب ولكن بنسبة محدودة.ما يغلب الكفات على بعضها البعض هو الاقتناع بواقعية وقوة البرامج السياسية.فلو اخذنا احزابنا الكبرى المتصارعة لوجدنا ان البرامج لا تشكل حوافز قوية على التصويت لفقدان الغالبية الثقة في مصداقيتها.فقد الثقة هذا سيؤدي لا محالة الى عزوف العدد الاكبر عن المشاركة.بقي اذن ان ما سيحسم النتائج هو الانتماء والقدرة على التعبئة باسليب مختلفة.فالاحزاب ذات القدرة الكبيرة على التعبئة وذات اكبر عدد من المنتمين تكون اقرب الى الفوز.غالبية الشعب حسب التخمينات ستكون خارج اللعبة.وينبغي الا يستهان بالاستقلال في الوصول الى الحكومة نظرا لتجربته الطويلة ومراسه وعدد منتميه وتابعيه.

  • Mounir
    السبت 24 شتنبر 2016 - 00:05

    جميعا مع فدرالية اليسار الديمقراطي بقيادة نبيلة منيب . تحية للكاتب و لموقع هسبريس

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة