هَزُلت...

هَزُلت...
الثلاثاء 18 غشت 2020 - 17:01

على هامش المشاورات التي أطلقتها وزارة الداخلية بشأن الاستحقاقات الانتخابية القادمة، تقدمت العديد من الأحزاب بالعديد من المطالب. وعلى إثر ذلك، دشّنت الوزارة مساء الخميس الفارط اجتماعاتها مع الأحزاب السياسية “المعارضة” الثلاث، الأصالة والمعاصرة والاستقلال والتقدم والاشتراكية، والتي كانت قد تقدمت بمذكرة مطالب تهم الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، هذه الأحزاب التي تقدمت بوصفة سحرية للرفع من نسبة المشاركة ومواجهة عزوف المغاربة عن السياسة عموماً والانتخابات خصوصاً، ولتجاوز هذا العائق أو المطب اقترحت الأحزاب الثلاثة المذكورة ما يلي:

استفادة المُصوتين من بعض الامتيازات، من قبيل:

اعتبار التصويت شرطا ترجيحيا عند تساوي المرشحين في الولوج إلى الوظيفة العمومية أو التعيين في المناصب العليا

وضع التصويت مقابل الاستفادة من الخدمات والبرامج الاجتماعية، كالسكن الاجتماعي، الإنعاش الوطني، الدعم والتكافل الاجتماعي.

ملاحظات أولية:

أولاً: من الواضح أن الأحزاب الثلاثة المذكورة أعلاه، ومن خلال طرحها لهذه الوصفة السياسية الانتخابية بامتياز، لم تولي قيمة تُذكر للوثيقة الدستورية، بل حاولت القفز عليها بحكم تمكُّن الحمار السياسي منها من جهة، وبحكم ارتفاع ذروة التهافت والتكالب نحو وعلى الاستحقاقات الانتخابية المقبلة من جهة ثانية.

أي أنها، وتبعاً لهذا المقترح القبيح الذكر الذي ضمّنته بمذكرتها تكون قد أصابت، عن قصد أو عن غير قصد، الفصل الواحد والثلاثين (31) من دستور 2011 في مقتل، وهو الفصل الذي يضمن المساواة بين سائر المغاربة في الولوج إلى:

العلاج والعناية الصحية؛

الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية، والتضامن التعاضدي أو المنظم من لدن الدولة؛

الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج وذي جودة ؛

التنشئة على التشبث بالهوية المغربية، والثوابت الوطنية الراسخة ؛

التكوين المهني والاستفادة من التربية البدنية والفنية ؛

السكن اللائق؛

الشغل والدعم من طرف السلطات العمومية في البحث عن منصب شغل، أو في التشغيل الذاتي؛

ولوج الوظائف العمومية حسب الاستحقاق ؛

الحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة ؛

التنمية المستدامة.

ثانياً: من المؤكد أن الأحزاب السياسية، صاحبة المذكرة المطلبية سيئة الذكر، لم تستوعب بعد، أو هكذا بدا لي، مضامين الفصل 7 من الدستور والذي يحدد ويضبط بوضوح دور الأحزاب السياسية وكيفيات وحدود اشتغالها.

كما أنها لم تنتبه، أو هكذا بدا لي، إلى مضمون الفصل الحادي عشر (11) الذي يتحدث عن حرية الانتخابات ونزاهتها وشفافيتها. فضلا عن كونها، وكما يبدو، قد غضت الطرف عن مقتضيات الفصل الثلاثين (30) من الوثيقة الدستورية، الذي يعطي لكل مواطن أو مواطنة، الحق في التصويت، وفي الترشح للانتخابات، شرط بلوغ سن الرشد القانونية، والتمتع بالحقوق المدنية والسياسية. وهو نفسه الفصل الذي يؤكد على أن التصويت حق شخصي وواجب وطني.

***

ثالثا وأخيراً: لقد بدا جلياً أن هذه الأحزاب تبحث لنفسها عن ما يحفظ ماء وجهها بعد أن توالت عليها الضربات من كل حدب وصوب، وحتى لا تفقد ما تبقى لها من ذرات الخجل، عليها أن تنصرف وبأعلى درجات الهدوء الممكنة إلى وقف النزيف الذي تعانيه، نزيف الهجرة من الجرار والميزان والكتاب إلى لون سياسي بعينه بات في نظر سمسارة السياسة وتجّار الانتخابات هو المنقذ من الظلال السياسي المحقق والانتحار الانتخابي المحتوم.

خلاصة:

لقد بات واضحاً أن الأحزاب السياسية بالمغرب لم تلتقط، بما يكفي من الذكاء والفطنة وروح المسؤولية، الإشارات القوية التي تضمنتها العديد من خطب جلالة الملك محمد السادس، ولم تلتفت إلى سُلَّة الانتقادات الجوهرية التي وردت بتلك الخطب، وعلى رأسها تأكيد جلالته على استقالة هذه الأحزاب السياسية من دورها الطبيعي المرتبط بتأطير المواطنات والمواطنين، وعجزها الكلّي في إيجاد نُخب جديدة بدلا من ارتمائها في أحضان لوبي الأعيان الذي لا هم له غير الحفاظ على مصالحه والبحث عن مزيد من الامتيازات.

‫تعليقات الزوار

6
  • حداثي
    الثلاثاء 18 غشت 2020 - 18:05

    أظن أن مروجي فكرة مقاطعة الانتخابات و "كلشي بحال بحال" وتشكيل حكومة من خارج الأحزاب إما أنهم أصحاب مصالح لا يريدون الخير لهذا الوطن و إما أنهم أغبياء للغاية لا يفهمون بأن الانتخابات هي وسيلة هامة ولو كانت الطبقة الوسطى لدينا ذكية و واعية لأجبرت جميع الأحزاب على تحقيق مصالحها و مصالح الوطن لأنها قادرة بعدد أصواتها أن تهددها بالصعود أو النزول ثم إن نوع الثقافة المنتشرة حالياً تعقد من مهمة الحزب التقدمي بدلا من أن تساعده و أقول الحزب التقدمي لأن الأحزاب الرجعية لا يهمها سوى إطالة أمد الثقافة القديمة فهي عدو للتغيير الحقيقي و بالتالي هي عدو للطبقة الوسطى

  • amaghrabi
    الثلاثاء 18 غشت 2020 - 18:59

    والله لو حضرت يوم الانتخاب لعجزت ان اختار بين هذه الاحزاب الكثيرة والتي ابانت عن عجزها وابانت عن انانية اهلها وعن فشلهم جميعا يسارا ويمينا واسلاميين كلهم في الهوى سوى,اكثر من 40سنة وهم يراوغون ويكذبون وينافقون ومنهم من يرشي ومنهم من يعد بالوعود الكاذبة حتى وصلت السياسة الحزبية في بلادنا الى نفق "حيص بيص",بحيث فقدوا ثقة الشعب المغربي واصبح الشعب المغربي يعلم علم اليقين ان هؤلاء يضرون ولا ينفعون يهدمون ولا يبنون يستهلكون ولا ينتجون يعدون ولا يوفون يظهرون ايام الانتخابات ويغيبون بعدها سنوات لاهين مع مصالحهم الخاصة ويتعاركون على الكعكة لعلهم يحصلون على اكبر قطعة مما يجعل من خزانة الدولة تعاني على الدوام وتستمر في طلب الديون حتى اغرقت دولتنا اخمص الاقدام الى الى اعلى الرؤوس .فهل هناك امل ان تتحسن اعمالهم ويخدمون شعبهم ويوفون بوعودهم ,ما اظن ذلك ,والانتخابات غير بعيدة وستبقى حليمة في عادتها القديمة ودار لقمان على حالها

  • افضل اجراء ...
    الثلاثاء 18 غشت 2020 - 19:56

    …لتشجيع وضمان المشاركة في الانتخابات هو ان تتوقف الدولة عن تمويل الأحزاب السياسية لكونها لا تقوم بدورها في قيادة الشباب وتحفيزهم على المشاركة.
    و ان تجمع تلك الملايير لتوزعها على المشاركين في الانتخابات يوم الاقتراع انذاك ستكون المكاتب غاصة بالمصوتين.

  • Me again
    الثلاثاء 18 غشت 2020 - 21:32

    تصوروا لو كان حزب لامبة في المعارضة في فترة الجايحة الكحلة؟ ماذا كان أعضائهم سيقولون عن الوباء و الحجر و و البؤر و الجالية و المغاربة المعلقين و العلم و الصحة و الزكاة و الصدقة و العيد و المساجد و التنقل و الخبر و الدلاح و الكهرباء و الزوايا و الاولياء و الشواطيء و المقاهي و الأعراس و المدارس الخصوصية و العمومية و الانتخابات و ما خاصة بنكيران كان سيكون في الواجهة لإعطاء الوعظ باستغلال الدين بخراجات يومية ليس فقط على صفحة فيسبوك سائقه، بل بالمباشر على التلفزة !!!

  • Hassan
    الثلاثاء 18 غشت 2020 - 22:29

    السياسة هزلت و نحن هرمنا . هزال أصاب السياسي لم يتبقى إلى الهيكل . في ما مضى كانت أحزاب إدارية أي أطرها إداريون سامون و أخرى شبه إدارية مناصروها أعيان و وجوه إعلامية . و حزبان ينشطان حركة السياسة الإستقلال/ الإتحاد . هذين المكونين فقدا القوة الشعبية ففقدوا . لا شيء في السياسة يموت و يحيى . الإدارة لا تستغنى لا تستغني على خدامها تحيلهم على الأرشيف بدل مقبرة متحف

  • شبكوني.
    الأربعاء 19 غشت 2020 - 13:40

    لقد مل الشعب من سياسة الريع ..من الامتيازات على حساب تجويع الشعب.
    البيجيديون سيصوتون وسيحصلون على معظم المقاعد والشعب اقسم يمينا انه لن يصوت مادام اقتصاد الريع حيا..
    مايا سترقص وتغني لحزب البندير والنشاط..المغاربة الاحرار سيرتدون ثوب الحداد الثوب الاسود حدادا على مصيرهم الحزين ومستقبلهم المجهول.
    والله اننا نسير نحو الهاوية يجب
    القطع مع اقتصاد الريع.
    مراتقبة ومحاسبة كل مسؤول.
    تحقيق العدل.
    مراقبة سيارات الدولة ومشاريعها..

    دولة تعاقب في الحين من لا يرتدي كمامة ولا تعاقب ناهبي المال العام.
    الشعب لن يصوت مادام يرى ويسمع عن الفساد المستشري كالجرب في جسم الرجل المريض

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 6

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال