الدارجة بين الجهل المقدّس ودعاوى الأكاديميين

الدارجة بين الجهل المقدّس ودعاوى الأكاديميين
الخميس 15 نونبر 2018 - 18:47

2/4

دعوى أن لغة الأم ليست هي لغة الأمّة:

بما أن الذين يدعون إلى التعليم بالدارجة ينطلقون من مفهوم “لغة الأم”، التي أثبتت دراسات علمية ميدانية ومقارنة (انظر مقال الدكتور عبد الله الحلوي: “الدارجة أم العربية؟” بـ”هسبريس”)، وكذلك علم النفس المعرفي واللسانيات التطبيقية، أنها الأنسب للتعليم حتى لا تكون هناك قطيعة بين لغة البيت، التي يتقنها الطفل/التلميذ، ولغة المدرسة، فقد عمل الرافضون للدارجة، كلغة مدرسية، على تفنيد مفهوم لغة الأم كلغة صالحة للمدرسة.

هذا ما فعله الدكتور شحلان عندما ناقش نصا لمنظمة “اليونسكو” يعرّف لغة الأم. يقول هذا التعريف، ضمن ما جاء فيه: «وهي كذلك (أي لغة الأم) اللغة المكتسبة بطريقة طبيعية تمامًا من خلال التفاعل مع المحيط المباشر، دون أي تدخل تربوي ودون تلقين لغوي مكتسب عن وعي. وتبعاً لنظريات Noam Chomsky وغيره من اللغويين، فصفة “لغة الأم” تستمر حتى سن الثانية عشرة. بعد هذه الخطوة (يقصد سن الثانية عشرة)، يظهر التباينُ في الحذق اللغوي لدى المتكلمين، وأي لغة يتم تعلمها تعتبر لغة ثانية». ويستنتج الدكتور شحلان من هذا التعريف الخلاصة التي يريدها ويبحث عنها رغم أن النص لا يتضمّنها، كما سنشرح، فيقول: «وتسمح لنا هذه العبارة الأخيرة (يقصد عبارة: “وأي لغة يتم تعلمها تعتبر لغة ثانية”)، أقول تسمح، بأن نفهم أن اللغات التي تستعملها فرنسا وإنكلترا وأمريكا ووو، كلها لغات ثوانٍ تختلف عن لغة الأم حسب التعريف، لأن هذه اللغات تأخذ عند هؤلاء الناس، بواسطة قواعد النحو والصرف والبلاغة التي لا تدخل في تعلم لغة الأم ولا يعرفها الفرنسي أو الإنجليزي أو الأمريكي الذي لم يدخل المدرسة (الأمي) لسبب من الأسباب. إذاً نفهم بناء على هذا القول، أن نص اليونسكو يفرق بوضوح بين “لغة الأم” الطبيعية، و”لغة الأمة” المبنية على القواعد النحوية (تركيباً وصرفاً وبلاغة)».

قلت إن الدكتور شحلان استنتج من تعريف “اليونسكو” ليس ما يقوله التعريف، بل ما يريد الدكتور شحلان أن يقوله هذا التعريف، لإقناعنا أن لغة الأم لا يمكن اعتمادها كلغة تعليم ومدرسة. ويستشهد، كأمثلة توضيحية، بالفرنسية والإنجليزية المستعملتين بفرنسا وبريطانيا وأميركيا، موضّحا أنهما لغتان يتعلّم الفرنسيون والبريطانيون والأمريكيون قواعدهما النحوية والصرفية والتركيبية في المدرسة، ولذلك فلا علاقة لهما، كما يستنتج، بلغة الأم الفرنسية والإنجليزية، بدليل، حسب رأيه، أن الأمّيين، الفرنسي والبريطاني والأمريكي، الذين لم يدخلوا المدرسة، يجهلون قواعد هاتين اللغتين. النتيجة التي يريد إيصالنا إليها الدكتور شحلان هي أن الفرنسية المعتبرة لغة فرنسية بفرنسا، والإنجليزية المعتبرة لغة إنجليزية ببريطانيا وأمريكا، هما الفرنسية والإنجليزية اللتان تُتعلّمان في المدرسة كلغتين ثانيتين مختلفتين عن اللغة الأولى التي هي الفرنسية الفطرية (لغة الأم) للفرنسي، والإنجليزية الفطرية للبريطاني والأمريكي. وكل ذلك من أجل أن يقنعنا أن حالة الفرنسية والإنجليزية هي نفسها حالة العربية التي يتعلّمها التلميذ في المدرسة المغربية، بقواعدها النحوية والصرفية والتركيبية، كلغة ثانية مختلفة عن لغته الفطرية الأولى التي هي الدارجة بالنسبة للتلميذ الدارجفوني.

فالالتباس الذي وقع فيه الدكتور شحلان، وأراد أن يلبّسه لنا ويوقعنا فيه، هو أنه يعتبر كل لغة تُتعلّم عن طريق المدرسة فهي تدخل في ما سمّاه تعريف “اليونيسكو” باللغة الثانية، التي تُكتسب بعد لغة الأم وتختلف عنها. إذا كان هذا صحيحا بالنسبة للعربية ـ وهو مصدر الالتباس الذي وقع فيه الدكتور شحلان ـ لأنها فعلا لغة ثانية وجديدة بالنسبة للتلميذ الذي يأتي إلى المدرسة وهو يتقن لغته الأولى، التي هي الدارجة كلغته الفطرية، أي كلغة أم، فإن هذا ليس صحيحا بالمطلق في ما يخص غالبية اللغات الأخرى كالفرنسية والإنجليزية اللتيْن استشهد الدكتور شحلان بهما. ذلك أن التلاميذ الفرنسيين والبريطانيين والأمريكيين، عندما يلتحقون للمرة الأولى بالمدرسة، فلا يتعلمون لغة ثانية جديدة ومختلفة عن لغتهم الفطرية الأولى التي هي لغة الأم التي يتقنونها، كما هو حال التلميذ المغربي، وإنما يتعلمون فقط الكتابة بنفس لغتهم الفطرية (لغة الأم) التي يعرفونها ويتواصلون بها، ويتعلمون قواعدها النحوية والصرفية والتركيبية، التي كانت حاضرة في استعمالهم للغتهم الفطرية دون أن يكونوا واعين بها وضابطين لها. فالفرق إذن كبير، وكبير جدا، بين التلميذ المغربي الذي يبدأ، يوم دخوله إلى المدرسة، في تعلّم لغة جديدة وأجنبية عنه، وهي العربية المدرسية أو الفصحى، وبين التلميذ الفرنسي والبريطاني والأمريكي (لنحتفظ على أمثلة الدكتور شحلان) الذين يبدأون، يوم ولوجهم للمرة الأولى إلى المدرسة، في تعلّم الكتابة بلغة يعرفونها ويتحدثون بها، مع ما يصاحب تعلّم تلك الكتابة من اكتشاف لقواعدها النحوية والصرفية والتركيبية. فهذه اللغة المدرسية، التي يتعلم التلميذ الفرنسي والبريطلني والأمركي كتابتها وقواعدها، ليست إذن لغة جديدة ولا ثانية، كما ذهب الدكتور شحلان، قياسا على حالة العربية التي هي فعلا لغة جديدة وثانية بالنسبة للتلميذ المغربي. فالالتباس الذي وقع فيه الدكتور شحلان هو خلطه بين لغة مدرسية جديدة وثانية ومختلفة تأتي بعد اللغة الأولى التي هي لغة الأم، وبين تعلّم الكتابة في المدرسة، مع ما يستلزم ذلك من تعلّم للقواعد النحوية والإملائية، للغة سابقة يعرفها التلميذ ويتواصل بها لأنها هي نفسها لغته الأولى.

النتيجة أن ما يسمّيه الدكتور شحلان “لغة الأمة” في مقابل “لغة الأم” هي، بالنسبة لغير العربية كالفرنسية والإنجليزية، نفس لغة الأم في مستواها الكتابي، والذي لا يختلف عن مستواها الشفوي إلا في ما يخص الشروط التي تفرضها الكتابة، مثل رسم الحروف بدل نطقها، والالتزام بالقواعد الإملائية التي تستلزمها هذه الكتابة. أما القواعد النحوية والصرفية، فكما هي مطلوبة في الكتابة، فهي حاضرة كذلك في الاستعمال الشفوي للغة الأم، سواء كان الناطق بهذه اللغة واعيا أو غير واعٍ بتلك القواعد، ومستوعبا أو غير مستوعب لها. وهكذا تشكّل هذه اللغات الحية، مثل الفرنسية والإنجليزية، التي يدرسها ويدرس بها التلميذ الفرنسي والبريطاني والأمريكي، امتدادا للغته الفطرية التي اكتسبها في البيت. فالمدرسة لا تعلّمه إذن لغة جديدة وثانية، كما يعتقد الدكتور شحلان قياسا على العربية، وإنما يقتصر دورها على تنمية وتطوير لغته الفطرية الأولى، وذلك بتوسيع معجمها وإغناء تعابيرها حسب توسّع معارف التلميذ، تبعا لتقدّم مستواه التعليمي واكتسابه لأفكار جديدة أكثر تجريدا تخصّ مجالات دراسية معينة، مثل التاريخ والجغرافية والفيزياء وعلوم الأرض والرياضيات والاقتصاد والقانون…، وهي أفكار يُعبّر عنها بمفاهيم هي كمات لغوية. وهكذا تغتني لغته موازاة مع اغتناء أفكاره وتوسّع معارفه، نتيجة للعلاقة السببية المتلازمة بين اللغة والفكر. هذه الاستمرارية بين لغة البيت ولغة المدرسة هي ما يسهّل التعلّم المدرسي ويجعله عملية طبيعية، لا تختلف في مبادئها عن الطريقة التي يكتسب بها الأمي، انطلاقا من لغته الفطرية وخارج أي تعلّم مدرسي، ألفاظا جديدة وتعابير جديدة للدلالة على الأفكار والمهارات والتجارب الجديدة التي يكتسبها طيلة حياته العادية والمهنية، والتي تنمّي لغته الفطرية موازاة مع تنمية تجاربه ومهاراته وممارساته الحياتية.

في حين أن التلميذ المغربي، فلأن لغته المدرسية لغة ثانية وجديدة (العربية الفصحى)، فهي لذلك تشكّل قطيعة ـ وليس استمرارية ـ مع لغته الفطرية (لغة الأم) الأولى. وهو ما يجعل التعلّم بهذه اللغة الجديدة شاقّا ومكلّفا في الوقت والجهد والمال، وغير فعّال ولا منتج لأنه عملية غير طبيعية، تشبه الطريقة التي كان سيتعلّم بها الأمي مهارات مهنية جديدة تستعمل ألفاظا جديدة، لو كان يُشترط عليه تعلّم لغة جديدة أولا ليكتسب بها هذه المهارات المهنية الجديدة. ففي حالة هذا التلميذ المغربي، الذي يتعلّم باستعمال العربية لغة للتدريس، تصبح غاية التعلّم، أي غاية المدرسة، هي تعلّم هذه اللغة العربية. أما عندما يكون التدريس بلغة الأم، كما عند التلميذ الفرنسي والبريطاني والأمريكي، فإن الغاية من التعلّم والمدرسة هو تعلّم المعارف والأفكار والعلوم والمهارات.

أما الاعتراض أن مسألة لغة الأم لا تُثار إلا لمواجهة العربية، ويُسكت عنها عندما يتعلّق الأمر بالفرنسية رغم أنها ليست بلغة أم للتلميذ المغربي، فهو في الحقيقة تأكيد غير مباشر لما قلناه عن الفرق بين التدريس بلغة الأم والتدريس بلغة أخرى جديدة ومختلفة عنها. فالفرنسية ـ وكل اللغات الأجنبية الأخرى الحية ـ، حتى وإن لم تكن لغة أم للمغاربة، فهي تتمتع بوضع لغة الأم في بلدها الأصلي. وهو ما يجعل التلميذ الذي يتعلّمها يستطيع، عند إتقانها، استعمالها في التخاطب مع كل الذين يتقنونها، عكس العربية التي لن يتخاطب بها في الشارع وفي الحياة مع أي ممن يتقنونها لأنها لغة مقطوعة الصلة بالشارع وبالحياة. ولهذا إذا كانت الأمازيغية والدارجة أفضل، كلغتي تعليم، من الفرنسية لكونهما لغتي أم، فإن هذه الأخيرة، أو أية لغة أجنبية أخرى تستعمل في التخاطب، أفضل بكثير، كلغة تعليم، من العربية. وهذا واضح إذا عرفنا أن المهاجر المغربي الأمي المستقر بفرنسا يتعلّم، وبدون مدرسة، وفي مدة قد تطول أو تقصر حسب الأشخاص والمحيط الذي يعيشون فيه، هذه اللغةَ الفرنسية كلغة للتخاطب وهو يجهل كتابتها لكونه أميا. وهذا ما يضفي على هذه اللغة، بالنسبة لمن يتعلمها بدون مدرسة ولا كتابة، ودون أن تكون لغته الفطرية الأصلية، صفة لغة الأم حسب أحد تعاريف “اليونسكو” الذي أورده الدكتور شحلان، وهو التعريف الذي يقول: «وهي كذلك (أي لغة الأم) اللغة المكتسبة بطريقة طبيعية تمامًا من خلال التفاعل مع المحيط المباشر، دون أي تدخل تربوي ودون تلقين لغوي مكتسب عن وعي». وهذا ما لا يتوفر في اللغة العربية التي لا يمكن تعلمها إلا عن طريق المدرسة أو ما يقوم مقامها. مما يجعل منها لغة نصف حية أو نصف ميته على اعتبار أن اللغة الحية هي التي يمكن تعلمها في الشارع وفي البيت وفي المعمل…، وبدون مدرسة ولا مدرّس، كالفرنسية والإنجليزية والإسبانية… ومن هنا تكون هذه اللغات أنسب وأصلح، كلغات تدريس وتكوين، في غياب لغتي الأم الأمازيغية والدارجة، من العربية عندما تُعتمد كلغة للتدريس.

دعوى أن الدارجة لا تعلّم التلميذ معرفة جديدة لأنه يعرفها أصلا:

من المبررات التي يُستند إليها لرفض الدارجة كلغة تدريسية، دعوى أنها لا تعلّم التلميذ شيئا جديدا لأنه يعرفها ويتقنها أصلا. يقول الدكتور شحلان: «فإذا وضعنا هذين الاسمين (يقصد “بغرير” و”غريبة”) وغيرهما في مقرر مدرسي لم نقم بشيء، لأنه لا جديد معرفي بالنسبة للطفل الذي جاء ليتعلم، فهو يعرفهما أصلا، ووجودهما في المقرر عبث». ويضيف: «ولو كانت اللهجة الدارجة هي المقصود من العملية التعليمية، لكنا نعبث عندما نفتح المدارس وكل مؤسسات التعليم، لأن الكل يعرف اللهجة سليقة». ونفس الموقف يتبنّاه الدكتور الكنبوري الذي كتب في إحدى تدويناته على “الفيسبوك”، بخصوص النقاش حول الدارجة: «استعمال الدارجة لا يضيف للمخزون المعرفي للتلميذ شيئا، إنه يلقنه أشياء يعرفها سلفا. المدرسة في هذه الحالة تصبح امتدادا للشارع لا مؤسسة للتكوين، وهي لا ترتفع عن الشارع بل تنزل إليه».

اعتبار الدارجة لغة لا يتعلّم منها التلميذ شيئا جديدا في المدرسة لأنه يعرفها أصلا وسليقة، هو موقف يعبّر عن فهم خاطئ للوظيفية الحقيقية للمدرسة، وذلك نتيجة لما ألفناه من اضطلاع المدرسة المغربية بتعليم التلميذ لغة جديدة لا يعرفها، وهي العربية، وهو ما رسّخ قناعة “شبه علمية” أن وظيفة المدرسة هي أن تعلّم التلميذ أولا لغة جديدة لا يعرفها ولا يتقنها، ليتعلّم بها، في مرحلة ثانية، المعارف والعلوم والأفكار… وقد سبق أن بيّنا (انظر مقالنا: “لمَ التدريس بالعربية…؟”، أو رابط “تاويزا”) أن هذه الوظيفة، المسندة للمدرسة المغربية بسبب لغة التدريس الجديدة والغريبة عن اللغة لفطرية للتلميذ، هي سبب مشاكل وتخلّف نظامنا التعليمي لأن هدف التعليم يصبح، ليس اكتساب المعارف والعلوم والأفكار والمهارات، بل اكتساب اللغة العربية، حيث تتحول الوسيلة إلى غاية فتضيع الغاية الحقيقية من التعليم والتي هي اكتساب التفكير والمعارف والعلوم والمهارات. نعم قد تكون الغاية هي إتقان لغة من اللغات، الجديدة والأجنبية عن لغة الأم، عندما يتعلق الأمر بتدريس هذه اللغة. وتدريس لغة ما جديدة شيء آخر ومختلف عن لغة التدريس، التي كلما كانت هي اللغة الفطرية للتلميذ كلما كان التعلم سهلا وطبيعيا ومفيدا ومنتجا، كما سبق أن شرحنا. بل إن التدريس بلغة الأم يسهّل كذلك تعلم اللغات الأخرى المدرّسة كلغات ثوانٍ وأجنبية.

ولهذا لا أفهم كيف يقول الدكتور شحلان: «ولو كانت اللهجة العامية كافية بنفسها، لوجدنا في العامة علماء في علم الفلك والرياضيات والفيزياء والفلسفة ووو بالسليقة والطبيعة، وهكذا دواليك». فهل الفرنسية والألمانية ولإنجليزية لغات كافية بنفسها فأنجبت، بسبب كفايتها الذاتية هذه، “باستور” Louis Pasteur و”إينشطاين” Albert Einstein و”ستيفن هاوكينك” Stephen Hawking؟ فمهما كانت اللغة راقية ومتطوّرة، فإن إتقانها واستعمالها الشفويين، كلغة فطرية أولى، من طرف أمّي من العامّة لا يعرف قراءتها وكتابتها، لن يجعلا منه عالما في الفلك والرياضيات والفيزياء والفلسفة ووو… بالسليقة والطبيعة. فاللغة في حد ذاتها، ومكتفية بنفسها، لا تتضمن علم فلك ولا رياضيات ولا فيزياء ولا فلسفة… وإنما استعمالها الكتابي والتعليمي، وليس فقط الشفوي كما عند الأمّيين، هو الذي يجعل منها أداة لتحصيل هذه المعارف وتطويرها والإبداع فيها. فالفرق بين لغة تتمتّع بوضع لغة الأم، كالفرنسية والإنجليزية والإسبانية (الفشتالية) والأمازيغية والدارجة…، واللغة العربية التي فقدت هذا الوضع بصفة نهائية وأبدية، هو أن تعلّم مختلف المعارف، مثل الفلك والرياضيات والفيزياء والطب والفلسفة…، يكون، بالنسبة للتلميذ الذي تكون لغة تدرسيه هذه المعارف هي لغته الفطرية، أسهل وأفضل وأفيد وأنجح من تدريسها له بالعربية كلغة غير متداولة في الحياة. فهل نذكّر السيد شحلان بما يعرفه جيدا، وهو أن الدول التي حقّقت نهضة اقتصادية وتكنولوجية، مثل كوريا وفنلندا واليابان والسويد وهولاندا وماليزيا وتركيا…، هي دول تعتمد لغة الأم كلغة للتدريس، بجانب لغات حية تستعمل في التداول والتخاطب كالإنجليزية؟ فهل التعليم المتطوّر في هذه الدول هو عبث لأنه يستعمل لغة الأم التي يتحدثها الناس في الشارع ويعرفها التلميذ سليقة؟

دعوى أن التعريب لا دخل له في فشل نظامنا التعليمي:

(يُتبع)

‫تعليقات الزوار

19
  • Mohamed elgjini
    الخميس 15 نونبر 2018 - 20:34

    You are really an ignorant. Do not mention Finland, I have studied at the university of Helsinki, and even though I have the Finnish citizenship, I have been allowed to do my studies in English, but I have not been obliged to study in Finnish.
    Finnish education system is flixible, which your mentality is lacking.

  • راي1
    الخميس 15 نونبر 2018 - 22:32

    لا وجود للغة فطرية سواء اكانت لغة ام او لغة اخرى الا اذا نظرنا اليها من جهة وجودها كاستعداد فطري عند الانسان.اما كونها لسانا او نسقا من العلامات الصوتية الدالة اي ككلمات فانها مكتسبة.واكتساب اللغة عملية تطورية تدريجية ولا يحصل دفعة واحدة.وتختلف وتيرة الاكتساب وحجمه على مدى تقدم المجتمع .ففي الاوساط المنغلقة والمحدودة التقدم عادة ما يتوقف الاكتساب عند حدود اكتمال توظيف العلامات المستعملة .اما في المجتمعات المنفتحة والمتطورة فتستمر عملية الاكتساب طيلة حياة الانسان ولا يتوقف تطوير اللغة من خلال النحث المستمر للعلامات او عبر استيراد علامات من لغات اخرى.

  • راي1
    الخميس 15 نونبر 2018 - 22:59

    وما يسمى بلغة الام والتي يقصد بها تلك المتداولة بين العموم وتكتسب عادة من الاسرة لا تتضمن الا جزءا قليلا من اللسان وتعمل المدرسة في المجتمعات التي تعرف اشكالا معينة من التقدم على اغنائها وتطويرها.ولا احد يستطيع نفي كون اغلب لسان الدارجة من اللغة العربية الفصحى.ذلك ان العلامات اللسانية الدارجية اما هي كلمات عربية فصيحة او كلمات عربية تغيرت بنيتها وشوهت نتيجة سوء الاستخدام والالتقاط السمعي الخاطئ.وبما ان الدارجة يرتبط استعمالها ويقتصر غالبا على الحياة العملية والنفعية فهي غير مؤهلة ولا تشكل الا جزء ضئيلا من اللغة العربية.

  • راي1
    الخميس 15 نونبر 2018 - 23:30

    واللغة العربية التي يريد البعض اقصاءها يعود السبب في هذا الموقف السلبي منها هذا اذا حسنت النوايا الى الجهل بقدرتها وغناها .ولو اراد هؤلاء التحرر من نظرتهم السلبية لها فما عليهم سوى الرجوع الى ماضي هذه اللغة من خلال تفحص ذلك الركام من الانتاجات المعرفية المختلفة التي حملتها وعبرت عنها وصاغتها ان لم تكن هي هي.واذا لم يكن الدافع الى ذلك التحقير تمييزيا ان لم نقل بتحفظ عن… فانذاك فسيغيرون موقفهم.

  • راي1
    الخميس 15 نونبر 2018 - 23:56

    الحكم على اللغة العربية بالموت لا يطابق الواقع.اللغة تموت عندما لا تعود قادرة على التأقلم مع التقدم التاريخي اي عندما تستنفذ قوتها.اللغة العربية في حالة كمون وبحاجة الى بعث ومبالاة.نعم ان اللغة بحكم علاقتها الوثيفة بالفكر والتطور التقني والمعرفي تضعف وتتخلف ويتوقف تطورها عند تخلف اهلها لكن عندما يكون لهذه اللغة تاريخ وقابلية للانطلاق فان امكانية انعاشها يكون ممكنا.والمدرسة هي المجال المناسب لذلك.فاذا وجدت اللغة العربية تربة مدرسية مناسبة ووجدت رجالا بارادة قوية فانها وخاصة بفضل ارتباطها بالدارجة ستنتشر تدريجيا وتتقوى وتتحول الى لغة ام .

  • Топ Знанйя
    الجمعة 16 نونبر 2018 - 01:30

    Mohamed 1

    I think that you representing ignorance itself, you did not understand the article and you just parasite it. Professor Boudhan discusses the issue of the mother tongue, which is taught by the child since his youth, which is necessary and compulsory to learn in school, because all developed nations taught in the language spoken in their life, while we Moroccans learn and speak the languages of others than our mother tongue, here the secret of our system failure.
    For Chomsky, language is innate in the sense that it is born in man with his birth, so language is inherent in our biological genes.
    As long as you live in Finland, the professor Boudhan does not mean that your mother tongue is Finnish:// which you understood, and you said I`m not obliged to study in Finnish languages:/ haha:/ OH, you Who studied at the university. Your writing is incomplete ignorant and full of mistakes, failed you,you have never studied at any university and proud of Finnish nationality only
    يتبع

  • Топ Знанйя
    الجمعة 16 نونبر 2018 - 07:49

    Mohamed 1

    Write in your Arabic to show your level and do not parasite on your masters, Mr ignorance because clever person solves a problem society,a wise person avoids it and the ignorant dogs barKing without understanding the subject. For this reason speak well or get out of this upscale place

  • راي1
    الجمعة 16 نونبر 2018 - 11:22

    والى جانب المدرسة فان بامكان الاعلام ان يسهم في بث اللغة العربية وتصحيح عملية التدريج التي شوهتها وافقدتها نقاوتها وقوتها.وكلما اعتنى الاعلام بها على نحو ما يفعل الفرنسيون وهم يصونون لغتهم ويحمونها حصل الاقبال عليها .ونلاحظ اليوم كيف ان الاعلام رغم قصوره في خدمة هذه اللغة قد اكسب العامة العديد من الكلمات العربية وان الدارجة تغتني يوميا بالفاظ جديدة.واذا كنا متفقين على ان اللغة العربية مكون اساسي مثل الامازيغبة للثقافة المغربية فانه يتوجب عدم طرح بدائل عنها لان في ذلك اهانة لثقافتنا وبالتالي لهويتنا كمغاربة.

  • جواد الداودي
    الجمعة 16 نونبر 2018 - 13:14

    قولك : ((الدارجة او العربية)) يشبه القول : ((la familière ou le Français))

    لو قلت لفرنسي :

    Vous parlez en France deux langues : La familière qui est la langue maternelle des français et le français qui n’est la langue maternelle de personne.

    سيضحك من فرط جهلك وسيقول لك :

    Apprend un peu de linguistique avant de dire des bêtises

    هل ترون الفرنسيين يدرسون يطالبون بجهل la familière لغة التعليم في المدارس؟

    هل ترنوهم يرغبون في تعويض voiture بـ caisse او bagole

    هل ترونهم يرغبون في الشروع في استعمال : mec – nana – meuf – gueule – se marrer – etc.

    بدل : homme – femme – femme – visage – rire – etc.
    ؟

    في كل بلدان العالم هناك عدة مستويات للغة ولغة المدرسة تختلف عن لغة البيت والشارع

    ثم انكم تكيلون بمكيالين – وقلنا لكم ذلك مرارا

    تريدون ازالة العربية الفصحى من التعليم ووضع العربية الدارجة مكانها

    وفي الوقت ذاته ترفضون تعليم اللهجات الامازيغية وتطالبون باستعمال امازيغية موحدة لا يتكلم بها اي احد

  • Mohamed elgjini
    الجمعة 16 نونبر 2018 - 15:11

    Je me demande pour quel raison vous n avez pas poster ma réponsee á celui qui m a insulté.
    Cette personne qui s´appelleTon

  • ahmed
    الجمعة 16 نونبر 2018 - 15:59

    ما يجب ان يعرفه اعداء الدارجة المغربية هي ان الاغلبية الكبيرة من الاساتدة يدرسون بالدارجة و التلاميد يتعلمون بالدارجة – فكيف يفسرون هدا الواقع و هل يجب معاقبة هؤلاء الموظفين لانهم لا يحترمون القانون الدي يجبرهم على استعمال العربية اللغة الرسمية؟-
    و لمادا هدا النفاق القاتل و نحن نرى كل يوم ان المسؤولين و الموظفين ووو
    يستعملون الدارجة في وضعيات رسمية تتطلب استعمال اللغة العربية كلغة رسمية؟
    هي يجب ان نعاقب البرلماني الدي يتحدث في البرلمان المغربي بالدارجة و لا يستعمل اللغة الرسمية التي هي اللغة العربية؟
    شكرا

  • مغربي
    الجمعة 16 نونبر 2018 - 16:08

    في اللسانيات الاجتماعية لا يتم التمييز بين لغة الأم ولغة الأمة كما ذهب إلى ذلك شحلان، بل بين "اللغة المختزلة" Restricted codeالمستعملة في أوساط الطبقة العاملة والتي من خصائصها الاعتماد أساسا على السياق والحركات والطبقات الصوتية في إيصال الأفكار مع فقر ملحوظ على مستوى المعجم والأنساق الأسلوبية، و بين"اللغة المستفيضة " Elaborated code التي تميز الطبقة الوسطى، والتي تتميز بالاستعمال المكثف للجمل المركبة والنعت والضمائر والمبني للمجهول. وبالنسبة لBasil Bernestein. 1960 صاحب النظرية فإن الفروقات الخاصة باكتساب المتعلمين تجد تفسيرا لها في نوعية اللغة التي تداولها كل فئة.

  • راي1
    الجمعة 16 نونبر 2018 - 16:18

    ما يدل على قابلية اللغة للبعث والاحياء ومواكبة التقدم والتحولات بمختلف انواعها هنالك مثال غير بعيد عن اللغة العربية بل هو من صميم انتمائها كلغة سامية.ويتعلق الامر باللغة العبرية.فقد كانت هذه في حكم اللغات الميتة الى درجة ان وجودها كان منحصرا في المجال الديني مع استثناءات قليلة ومحصورا ضمن دوائر ضيقة.لكن عزم الاسرائليين على اعادة الاعتبار للغتهم جعلهم يحولونها الى لغة الام مستعملة في حياتهم اليومية.بل وبفضل ما يعرفونه من تطور عم استعمالها ليشمل حتى العلوم والتقنية.وشتان بين العربية والعبرية لان الاولى اغزر واقوى من الثانية بدليل ان صناع معاجمها قد ادخلوا ضمنها عددا كبيرا من الالفاظ العربية.فلماذا اذن التهجم على العربية بادلة مدفوعة .

  • patriote
    الجمعة 16 نونبر 2018 - 16:23

    لا يوجد شعب في العالم ينبد ويحتقر لغته الام كما يفعل المغاربة رغم انهم لا يستطيعون التفاهم والتواصل فيما بينهم بدونها، والغريب ان المغاربة يمجدون كل اللهجات الاجنبية كالمصرية واللبنانية والسورية والخليجية بل ويتفاخرون بالتحدث بها في كل المناسبات، انها حقا ظاهرة مرضية يختص بها المغاربة دون غيرهم من الشعوب .

  • Mohamed elgjini
    الجمعة 16 نونبر 2018 - 19:38

    To Ton
    There is a big difference between spoken language and written language.
    And languages are not innate but learned through experience or better to say through trial and error.
    Me personally i am not against any language except your mentality of hate towards other languages.
    When it comes to English i am my man better than you.
    Let me correct you

  • Mohamed elgjini
    الجمعة 16 نونبر 2018 - 20:13

    Mr genius you wrote:
    "clever person solves a problem society"
    the correct form is:Clever person solves the problem of the society" or
    Clever person solves society´s problem or
    clever person solves societal problem.
    Sad enough your vulgarity has no limits.
    my mistake is that instead of writting flexible I wrote flixible.
    Chomsky meant that any baby who is born in Morocco or any where else for instance, can he or she learns any langauge of any country you put him /her in.

  • جواد الداودي
    الجمعة 16 نونبر 2018 - 21:35

    1. الفرنسية لغة الشعب الفرنسي – الانجليزية لغة الشعب الانجليزي – الاسبانية لغة الشعب الاسباني – … – لاحظ ان اسم كل لغة مشتق من اسم شعب – فما اسم الشعب الذي اشتقت منه الدارجة؟ – الشعب الدارجي ربما – او ابناء دارج – ها ها ها ها ها – لو كانت الدارجة مستقلة لارتبط اسمها باسم شعب كالفرنسية والالمانية الخ

    2. الامازيغية لغة ام؟؟؟ – لغة ام لمن؟ – للريفي ام للسوسي ام للقبايلي او للتاركي … كيف تكون لغة ام لكل هؤلاء في نفس الوقت والتفاهم بينهم منعدم؟؟؟ – كلامك متناقض – عندما يتعلق الامر بالعربية ترى الاختلاف وعندما يتعلق بالامازيغية ترى التوافق – مع ان اللهجات العربية اقرب من بعضها البعض اذا ما قورنت باللهجات الامازيغية – انت تكذب على نفسك – اما ان تقول اللغة الام لعرب المغرب ومن تعرب من الامازيغ هي الدارجة وبان هناك عدة لهجات امازيغية ام : الريفية – الاطلسية – السوسية – الخ – واما ان تقول بان العربية بكل اطيافها هي اللغة الام للعرب ومن صار منهم والامازيغية بكل اطيافها هي لغة الامازيغ الام

  • هواجس
    السبت 17 نونبر 2018 - 09:25

    جواد الدودي
    الفرنسية لغة الفرنسيين في فرنسا ، الاسبانية لغة الاسبان في اسبانيا ، الالمانية لغة الالمان في المانيا ، الانجليزية لغة الانجليز في انجلترا …الدارجة المغربية لغة المغاربة في المغرب ، العربية ليست لغة احد ، لغة من السماء نزلت واليها الرجوع ، كل شيء يسير على ما يرام وعند الوصول الى العربية يحدث الخلل في القاعدة ، العربية ليست لغة احد ، هذه هي الحقيقة التي ترهقك ولك واسع النظر في تنويع اساليب الثرثرة

  • Топ Знанйя
    السبت 17 نونبر 2018 - 09:35

    MO16
    Chomsky`s point of view was that Language functions are genetic due to the fact of Brain areas and ADN particles,also every human group has a language,so it is a natural condition in all of us.Now,it is correct that language development also needs a social complement like parents and society linguistic input,however,it totally works along with genetic factors.Otherwise,it would be possible that some human groups would not have any type of language,or like some special cases on which humans are unable to develop language because they did not have any social interaction. Finally,I would like to say that Animals and Human communication systems are very different due to the semanticity and arbitrariness that our language has The animal communication systems are just insticts while ours is rational
    PS:The mistake I made is due to my emotion because you described Bodhan with ignorance and lack of awareness
    Here we discuss ideas and not correct spontaneous errors such as point and comma

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب